أعلنت مديريَّة آثار وتراث محافظة نينوى، شمالي العراق، عن اكتشافات أثريَّة جديدة ضمن البوابة الأثرية لسور نينوى، التي تنقب فيها حالياً بعثة من جامعة إيطالية بالتنسيق مع فرق المديرية المختصة.
ونينوى مدينة غنية بالمواقع الأثرية التاريخية. فالمدينة القديمة هي عاصمة الآشوريين، ويعود تاريخ بعض المناطق فيها إلى أكثر من 2700 سنة قبل الميلاد، إضافة إلى أهميتها التاريخية بالنسبة إلى المسلمين والمسيحيين واليهود.
ووفقاً لمدير عام الدائرة خير الدين أحمد، فإن "فرق التنقيب اكتشفت قصراً يقع خلف بوابة آدد الأثرية، وما زالت الأعمال التنقيبية مستمرة فيه"، مضيفاً في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية المحلية، اليوم السبت: "كما اكتُشفت قناة مائية تخترق أسوار مدينة نينوى الأثرية، كانت تنقل المياه من نهر الخوصر إلى داخل مدينة نينوى الأثرية، وهي محصنة بأبواب ومشبكات حديدية فولاذية لمنع تسلل الأعداء إلى داخل المدينة عن طريق القناة".
وأكد أن "الاكتشافات تضمنت أيضاً أجزاء واسعة من بوابة آدد الأثرية، فضلاً عن أبراج الحراسة الرئيسة، كما نجحت بتأهيل مدخل البوابة من خلال عمل ممر من أسفل القوس إلى البوابة واستظهار الأرضيات الأصلية لها، والتي ستكون معلماً سياحياً أثرياً في الأيام المقبلة للزائرين"، مشيراً إلى أنه "عُثر أيضاً على عدد من الألواح المسمارية التي توثق تاريخ مدينة الموصل من إنجازات الملوك، والعديد من المباني داخل مدينة نينوى الأثرية، والتي سيجرى تأهيل أغلبها وصيانتها إضافة للقصر والبوابة، لتكون معلماً سياحياً مهماً خلال الأيام المقبلة".
وآدد هي بوابة أثرية تعود إلى العصر الآشوري، تقع إلى شمال أطلال مدينة نينوى الأثرية التي كانت يوماً ما تابعة للحضارة الآشورية، وهي من الآثار التي تعرّضت إلى التجريف على أيدي "داعش" خلال سيطرتهم الآثمة على المحافظة.
وبدأت تنشط في المحافظة أخيراً مجموعات شبابية محلية تعمل على استقطاب الخبرات والبعثات، في سبيل انتشال مدينتها المتخمة بالتاريخ والآثار من الركام.
وقال المختص في مجال الآثار، عدنان الحمداني، إن "المحافظة من أغنى محافظات البلاد بالآثار، إلا أنها تعرضت لتدمير واسع للمناطق الأثرية من قبل تنظيم داعش، والى إهمال حكومي من الحكومة الحالية والحكومات التي سبقتها"، مؤكدا للعربي الجديد "استطعنا خلال الفترة الأخيرة أن نستقطب عدداً من البعثات من جامعات عالمية تعمل على التنقيب والبحث عن آثار جديدة في المحافظة، وقد حصل الاكتشاف الأخير بالتعاون مع الفرق المختصة لجامعة بولونا الإيطالية".
وأشار إلى أن "الآثار في المحافظة تتعرض إلى إهمال كبير، خاصة بعد معارك التحرير التي شهدتها المحافظة عام 2017، واليوم هناك تجاوزات كبيرة من قبل المواطنين على الأراضي الغنية بالآثار، كما أن بعض الجهات السياسية استطاعت، بعد تحرير المحافظة، السيطرة على أراض واسعة تضم آثارا من خلال استملاكها رسميا وبيعها كقطع أراض سكنية وأسواق، على الرغم من أن ملكية تلك الأراضي تعود للدولة".
وأضاف أن "تلك الجماعات والجهات التي تتحكم بالمحافظة وبمناطقها الأثرية تعد مصدر تهديد للبعثات الأجنبية، التي نسعى لجذبها إلى المحافظة لتنفيذ عمليات استكشاف جديدة"، داعية الحكومة الى "التدخل وفرض سيطرتها، والحفاظ على التراث الكبير لنينوى".
ودمّر تنظيم داعش ما يقارب ثمانين موقعاً أثرياً في نينوى منذ سيطرته على المحافظة عام 2014 وحتى تحريرها عام 2017. وبعد تحرير المحافظة، واجهت المناطق الآثارية تحديات كبيرة، مثل تعرضها للسرقات بسبب إهمال السلطات المحلية والمركزية لها، ووجود الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم في هذه المناطق خلال معارك الموصل، إلى جانب وجود نزاعات مِلكية في بعض هذه المواقع بين وزارتي الأوقاف والآثار.
وأظهرت صور نُشرت على الإنترنت عام 2015 مسلحي داعش وهم يدمرون تماثيل وتحفاً في الموقع بمطارق ثقيلة ومعاول.