تقدّم حفريات ديناصور شرس برأس ضخم مغطّى بالنتوءات والحراشف التي تذكّر بوحش الغرغول الأسطوري عُثر عليها في الأرجنتين نظرة ثاقبة عن تطوّر بعض من أكبر الديناصورات المفترسة على الأرض.
وقال علماء يوم أمس الخميس إنّهم اكتشفوا في شمال باتاغونيا بقايا هياكل عظمية كبيرة لنوع غير معروف من قبل من الديناصورات يسمى ميراكسيس جيغاس، ومن بينها واحدة من أكثر الجماجم اكتمالاً لديناصور كبير آكل للحوم تمّ اكتشافه.
وكان ميراكسيس، الذي عاش قبل نحو 90 مليون سنة خلال العصر الطباشيري، يتراوح طوله ما بين 11 و12 متراً ويزن نحو 9000 رطل (4 أطنان مترية).
وتنتمي جميع الديناصورات الآكلة للحوم إلى مجموعة ذات قدمين تسمّى الثيروبودات.
وقال عالم الحفريات في وكالة الأبحاث الأرجنتينية (كونيست) في متحف إرنستو باخمان للحفريات، خوان إغناسيو كانال، وهو المعدّ الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة كارانت بيولوجي، إنّ طول جمجمة الديناصور من فصيلة ميراكسيس تجاوز 127 سنتيمترا.
وقال عالم الحفريات في جامعة مينيسوتا بيت ماكوفيتشكي، والذي شارك في إعداد الدراسة: "العديد من عظام الوجه وسقف الجمجمة كانت مغطاة بالنتوءات والتجويفات والشقوق، ممّا يعطيها مظهراً شرساً مثل غرغول القرون الوسطى".
وكان لميراكسيس فكّ قوي ذو أسنان مدبّبة طولها 15 سنتيمتراً، وله مخالب قدم أكبر من أيّ من الثيروبودات الكبيرة.
وتابع أنّه على الرغم من كبر جسم الديناصورات من هذه الفصيلة فإن طول ذراعيه كان يزيد قليلا على 60 سنتيمتراً بما يعني أنّها "قصيرة على نحو يثير السخرية".
وقدّمت الديناصورات من فصيلة ميراكسيس أوّل دليل على قصر طول الأطراف الأمامية في هذه المجموعة.
وتساءل العلماء لماذا كانت لدى ثلاث من أهم مجموعات الثيروبودات أذرع قصيرة ذات فائدة قليلة في الافتراس. وقال الباحثون إنّ المجموعات الثلاث كانت تتّسم بكبر حجم الرأس وصغر حجم الأطراف الأمامية، ممّا يشير إلى اعتماد كبير على الجمجمة للإجهاز على الفريسة. لكن على الرغم من ضآلة حجمها، كانت أذرع ميراكسيس قوية مفتولة العضلات.
(رويترز)