استمع إلى الملخص
- حضارة المايا العظيمة، التي ازدهرت بين 250 و900 ميلادي، امتدت عبر جنوب المكسيك وأمريكا الوسطى، واشتهرت بالزراعة، والهندسة المعمارية، والكتابة الهيروغليفية.
- اكتشاف "فاليريانا" يبرز الثغرات في معرفتنا بمواقع المايا غير المكتشفة، ويشجع على المزيد من التحليل لفهم أنماط التحضر والاستيطان في تلك الحضارة.
اكتشف علماء الآثار في المكسيك مدينة ضخمة مفقودة من مدن المايا في المكسيك، مخبأة في أعماق غابة كامبيتشي الجنوبية، أطلقواعليها اسم "فاليريانا". وهي مستوطنة حضرية مترامية الأطراف، مليئة بالأعاجيب المعمارية والبنية التحتية الزراعية، إذ أسفر تحليل الموقع الأثري عن كثافة استيطانية إجمالية تبلغ 55.3 مبنى لكل كيلومتر مربع. وحدّد الباحثون ما مجموعه 6,764 مبنىً، ما يشير إلى وجود مدينة قديمة مكتظة بالسكان. وقد اكتُشفت فاليريانا من طريق الصدفة بفضل تقنية الكشف الضوئي وتحديد المدى الضوئي (الليدار)، وهي تقنية تستخدم الليزر لرسم خرائط المناظر الطبيعية الأثرية وتحليلها.
حضارة المايا العظيمة
يعود تاريخ حضارة المايا في العصر الكلاسيكي إلى الفترة ما بين عامي 250 و900 بعد الميلاد، عندما بسطت سيطرتها على جنوب المكسيك الحالية وما يعرف الآن ببليز والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس. تقول موسوعة بريتانيكا إنه في أوائل القرن الحادي والعشرين، كان يتحدث أكثر من خمسة ملايين شخص حوالى 30 لغة من لغات المايا. وقبل الغزو الإسباني للمكسيك وأميركا الوسطى، امتلكت هذه الشعوب واحدة من أعظم الحضارات في نصف الكرة الغربي، إذ مارسوا الزراعة، وبنوا المباني الحجرية العظيمة والمعابد الهرمية، وعملوا بالذهب والنحاس، واستخدموا شكلاً من أشكال الكتابة الهيروغليفية التي فُكّت رموزها الآن إلى حد كبير.
ثغرات كبيرة
قال الباحثون في الدراسة التي نشرتها مطبعة جامعة كامبريدغ إن "اكتشاف فاليريانا يسلط الضوء على حقيقة أنه لا تزال هناك ثغرات كبيرة في معرفتنا بوجود أو عدم وجود مواقع كبيرة داخل المناطق التي لم تُرصد بعد في أراضي المايا المنخفضة". الآن، سيجري الباحثون المزيد من التحليل الكمي المفصل للخصائص الأثرية ضمن مجموعة البيانات التي جمعوها، وإجراء التحقق الميداني من صحة تحليلهم عن بعد. ويُعد هذا الاكتشاف بمثابة نقطة انطلاق لفهم أنماط التحضر والاستيطان في حضارة المايا القديمة.