أفرجت السلطات السودانية عن مراسلتي قناة "الشرق" السعودية في السودان بعد ساعات من احتجازهما داخل مكتب القناة في الخرطوم الخميس، حيث قتلت قوات الأمن خمسة متظاهرين في الاحتجاجات المناهضة للانقلاب العسكري.
وأكد بيان، أصدرته قناة "الشرق" في ساعة متأخرة من مساء الخميس، أن "السلطات السودانية أفرجت عن الزميلتين مها التلب وسالي عثمان بعد أن احتجزهما جهاز الأمن لساعات داخل مكتب الشرق".
وأوضح البيان أن "خمسة من ضباط الأمن بزي نظامي احتجزوا الصحافيتين ومن معهما من طواقم في مكتب "الشرق"، وذلك بعد نحو ساعة ونصف من منع الزميلة سالي من استكمال البث المباشر لتغطية التظاهرات".
أفرجت السلطات السودانية، الخميس، عن الزميلتين مها التلب وسالي عثمان بعد أن احتجزهما جهاز الأمن لساعات داخل مكتب "الشرق".#الشرق #الشرق_للأخبار https://t.co/fXqW7R4nI7
— Asharq News الشرق للأخبار (@AsharqNews) December 30, 2021
وهاجمت قوات الأمن، الخميس كذلك، مكتبي قناتي "العربية" و"الحدث" السعوديتين في الخرطوم، وفق ما أعلنت المحطتان اللتان أكدتا في ما بعد أن المتحدث باسم الشرطة السودانية وصف الاعتداء على المكتبين بأنه "عمل فردي مشين" و"سيتم التحقيق فيه".
ضرب مبرح واعتداءات بالعصي على فريق #العربية و #الحدث في #الخرطوم.. والمراسلة لينا يعقوب تُمسك بعبوة غاز مسيلة للدموع بعد وضعها مشتعلة بجسد أحد الزملاء pic.twitter.com/YgQHET9piO
— ا لـ حـ ـد ث (@AlHadath) December 30, 2021
وارتفعت حصيلة قمع تظاهرات الخميس إلى خمسة قتلى بعد وفاة متظاهر متأثرا "بإصابته بعبوة غاز (أطلقتها قوات الشرطة) مباشرة في الصدر، ما أدى إلى تهتك في الرئة"، وفقا للجنة الأطباء المركزية الموالية للمحتجين.
بعد اقتحام المكتب.. موفد من #البرهان وقيادات عسكرية وأمنية رفيعة يزورون مكتب قناتي #العربية و #الحدث في #الخرطوم.. والشرطة السودانية: سنعاقب المعتدين#السودان pic.twitter.com/SQhad7n0fb
— العربية (@AlArabiya) December 30, 2021
وبذلك، ترتفع حصيلة القتلى جرّاء الحملة الأمنية ضد المحتجين إلى 53 شخصا، بالإضافة إلى مئات الجرحى، بحسب لجنة الأطباء المركزية.
وكانت الشرطة السودانية أكدت، في بيان صباح الجمعة، مقتل 4 متظاهرين وجرح 297، مضيفة أن "49 من رجال الشرطة أصيبوا"، كما تم "حرق 3 مركبات للشرطة".
وأرجع البيان سقوط القتلى والمصابين إلى "مشاركة قيادات تضمر العداء الواضح للقوات النظامية"، متهمة هؤلاء بـ"الانحراف عن التعبير السلمي نحو العنف والمواجهة مع القوات".
ونزل عشرات آلاف السودانيين مجددًا، الخميس، رفضاً لهيمنة العسكريين على السلطة في البلاد منذ انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين في السلطة الانتقالية في الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول.
وكانت القوى المدنية السودانية اتفقت مع الجيش في أغسطس/ آب 2019، بعد بضعة أشهر من إسقاط عمر البشير إثر احتجاجات عارمة استمرت أربعة أشهر، على تقاسم السلطة لفترة انتقالية، تعقبها انتخابات حرة تأتي بسلطة مدنية منتخبة ديمقراطيا.
وقالت لجنة الأطباء المركزية إن قوات الأمن لجأت الخميس إلى "العنف المفرط وأطلقت الرصاص الحي" على المتظاهرين.
ودانت السفارة الأميركية، التي كانت دعت إلى "ضبط النفس"، قتل المحتجين، ونددت بـ"الاعتداءات العنيفة التي تشنها أجهزة الأمن السودانية على وسائل الإعلام والصحافيين".
كذلك، دعا مبعوث الأمم المتحدة فولكر بيرثيس إلى "تحقيقات ذات صدقية بشأن هذه الانتهاكات".
(فرانس برس)