أثناء الجولة الترويجية لكتاب مذكراتها Hard Choices عام 2014، أجرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون سلسلة مقابلات تلفزيونية تحدّثت خلالها عن حياتها. وقتها كان لافتاً ما صرّحت به خلال أكثر من مقابلة عن أنها وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون خرجا من البيت الأبيض مع انتهاء ولايته الرئاسية الثانية عام 2001 مدينين بمبلغ يقارب الـ12 مليون دولار، وفق ما قالت وقتها لروبن روبرتس على قناة ABC.
ما قالته كلينتون لم يبدُ مستغرباً بالنسبة لكثيرين، فالحياة في البيت الأبيض ليست مجانية. استخدام القصر الرئاسي للمبيت والعيش مجانيّ لكن تكاليف الأكل، وتنظيف الملابس وبدل الموظفين الإضافيين في الحفلات الخاصة، كلها يجب أن تدفع من حساب الرئيس الخاص.
لكن بالنسبة لبيل وهيلاري كلينتون فإن المصاريف الضخمة كان سببها الفواتير القانونية لمكاتب المحامين في قضية مونيكا لوينسكي. فعام 1998 وبتهمة الحنث باليمين الدستوري وعرقلة العدالة، بدأ الكونغرس بإجراءات عزل الرئيس كلينتون بعد فضيحة لوينكسي الجنسية، لكنه عاد وحصل على براءته عام 1999 ليكمل باقي فترة ولايته.
كلينتون لم يكن الرئيس الوحيد الذي أنهى رئاسته مديوناً، عام 1825 أنهى الرئيس الأميركي جيمس مورنو ولايته مديوناً كذلك، وذلك بسبب الراتب المتدنّي الذي كان يتقاضاه الرئيس مقارنة بكمية المصاريف الضخمة التي عليه دفعها أثناء توليه الرئاسة. كذلك الرئيس هاري ترومان (كان رئيساً بين 1945 ــ 1953)، دخل البيت الأبيض وخرج منه مديوناً، رغم أنّ أوضاعه المادية المتعثرة دفعت الكونغرس إلى رفع راتب الرئيس السنوي من 75 ألف دولار إلى 100 ألف دولار (حالياً يصل إلى 400 ألف دولار سنوياً).
كلينتون لم يكن الرئيس الوحيد الذي أنهى رئاسته مديوناً، عام 1825 أنهى الرئيس الأميركي جيمس مورنو ولايته مديوناً كذلك
وكان السيدة الأولى السابقة لورا بوش، زوجة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، قد كتبت في مذكراتها Spoken from the Heart أنه كان يجب على العائلة أن تدفع ثمن كل وجبة تأكلها في البيت الأبيض أو في منتجع كامب ديفيد الرئاسي. كذلك فإن العناية بمظهر السيدة الاولى، ومصاريف مصفف الشعر اليومية كلها تقع على عاتق العائلة وليست من ضمن المصاريف الرئاسية.