أكدت مؤسسات مقدسية، الثلاثاء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ بدء معركة طوفان الأقصى عشرات المقدسيين، من بينهم محامية، بتهمة التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفقاً لمؤسسات مقدسية تُعنى برصد انتهاكات الاحتلال بحق المقدسيين، اعتقلت سلطات الاحتلال أكثر من 60 شاباً وفتاةً اتهموا بالتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، أمجد أبو عصب: "إن هذه المعطيات غير نهائية، والأعداد أكبر من ذلك بكثير، علماً بأن جميع من يُعتقَلون أو يُستجوَبون يتعرضون للضرب الوحشي والعنيف من قبل شرطة الاحتلال".
واعتقلت شرطة الاحتلال الليلة الماضية، المحامية أصالة ناصر أبو خضير، من بلدة شعفاط، شمال القدس المحتلة، بعد اقتحامها منزل عائلتها هناك وتحطيم معظم محتوياته.
وتتهم شرطة الاحتلال المحامية أبو خضير بنشر كلمات مديح ودعم لحركة حماس، وللعملية التي نفذتها، بعد أن ذكرت في منشور تاريخ العملية وكتبت: "أشعر وكأنني في حلم".
وزعمت شرطة الاحتلال في بيان لها أنّه خلال التفتيش الذي أجرته في منزل المحامية أبو خضير، ضبطت أوشحة وكتيبات وعدداً كبيراً من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
بدورها، وجهت شرطة الاحتلال رسالة رسمية إلى نقابة المحامين الاسرائيلية لاستكمال ما أسمتها الإجراءات التأديبية بحق أبو خضير وإلغاء رخصة المحاماة إلى جانب الإجراءات الجنائية.
من جهته، دعا قائد شرطة الاحتلال في القدس المحتلة إلى إلقاء القبض على أي شخص يتعاطف مع ما وصفه بأنّه "العدو الأكبر لدولة إسرائيل" ويدعم حركة حماس، وكذلك الأمر بالنسبة إلى كل من يشجع ويحرض على الإرهاب والعنف، بحسب وصفه.
وأشار إلى أنه منذ بداية الحرب أُلقي القبض على العشرات من المشتبه فيهم، وقد صدرت التعليمات بملاحقة جميع المتهمين بالتحريض وجلبهم للمحاكمة.
ويتهم العديد من المقدسيين قوات الاحتلال بتكثيف عمليات التنكيل بحقهم من دون أي مبرر، حيث تنصب شرطة الاحتلال حواجز طيارة وتوقف الشبان عليها، ثم تعتدي عليهم بالضرب من دون سبب، وهو ما حدث مع الأسير المحرر أمجد ماهر الوعري من بيت حنينا شمال القدس، الذي تعرض للضرب العنيف بادعاء تجاوزه لدورية لشرطة الاحتلال.
وهاجم عدد من أفراد دورية شرطة الاحتلال الوعري، مساء الاثنين، واعتدوا عليه داخل مركبته، التي تعرضت لأضرار كبيرة قبل اعتقاله بالقوة إلى داخل مستوطنة نيفي يعقوب المقامة على أراضي بيت حنينا، ولم يطلق سراحه إلا عند الثانية من فجر اليوم، بكفالة مالية وبشرط الحبس المنزلي لخمسة أيام.
وفي بلدتي صور باهر وبيت حنينا تعرض سبعة شبان على الأقل للاعتداء الوحشي وسط البلدتين، كان ستة منهم داخل سيارتين. ومن هؤلاء، الشاب معتز الرجبي من حيّ بطن الهوى في سلوان، الذي اعتُدي عليه من دون رحمة.
ويقول محامون لـ"العربي الجديد" إنّهم شكلوا طواقم للدفاع عن المعتقلين، لكن المؤسسات التي تعالج ملفات المعتقلين لا تعمل، بحكم حالة الحرب والطوارئ المعلنة، التي تُستغَل في هذه المرحلة للتنكيل بالمقدسيين.