الانتخابات الأميركية... نكات يسمّيها المستخدمون حقائق

16 أكتوبر 2024
صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تنتشر ظاهرة "السخرية المسروقة" على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تُقدَّم النكات الساخرة كمعلومات حقيقية، مما يسبب ارتباكاً للمستخدمين، خاصة خلال الانتخابات الأميركية.
- أمثلة على السخرية المسروقة تشمل ادعاءات كاذبة حول شخصيات سياسية ومشاريع غير واقعية، وغالباً ما تنشأ من صفحات يديرها ساخرون مثل كريستوفر بلير وداش ماكنتاير.
- تؤكد هانا كوفينغتون على أهمية وضع علامات واضحة على المحتوى الساخر لتجنب سوء الفهم، مشيرة إلى نقص سياسات فعالة على المنصات الاجتماعية للتعامل مع هذا المحتوى.

تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي نكات ساخرة تحمل ادعاءات يأخذها المستخدمون على محمل الجد، ويتعاملون معها على أنها حقيقية، ما يُعزّز ارتباك المواطن الأميركي على بُعد أسابيع قليلة من الانتخابات الأميركية في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وتسمي منظمة "مشروع محو الأمية الإخبارية" غير الربحية مثل هذه المعلومات المضللة بـ"السخرية المسروقة"، أي انتزاع المحتوى الساخر من سياقه الأصلي وتقديمه كمعلومات دقيقة من دون تنبيه واضح. تشير مديرة المشروع، هانا كوفينغتون، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إلى أن "الأشخاص الذين لا يدركون النكتة يأخذونها على محمل الجد".
قبل انطلاق موسم دوري كرة القدم الأميركية، زعم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي زوراً أن فريق مينيسوتا فايكنغ قد أدان تيم والز، حاكم الولاية والمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، متسائلاً عن أهليته للقيادة، لكن الفريق لم يصدر أي بيان من هذا القبيل. وقد وجد مدققو الحقائق في الوكالة أن الكذبة وُلدت في صفحة فيسبوك يديرها الساخر كريستوفر بلير، والتي تشير إلى أن "لا شيء في هذه الصفحة حقيقياً". ويقول بلير إن جمهوره المستهدف يشارك هذه الادعاءات لأنها "تتناسب مع روايته المنحازة عن العالم، وليس لأنهم يؤمنون بها بالضرورة"، مضيفاً: "لم يعد مهمّاً ما إذا كان الشيء صحيحاً أم لا بالنسبة إلى قرابة 35 مليون أميركي. إذا كان هذا ما يريدون سماعه، فسينشرونه".

سخرية مضللة من مرشحي الانتخابات الأميركية

غالباً ما يتسبب هذا النوع من الخيال الساخر، الذي يروّج له كلا الحزبين السياسيين المرشحين في الانتخابات الأميركية الرئاسية، في إثارة ضحك المستخدمين في الإنترنت، لكن الباحثين يتعاملون جدياً مع قدرة المنشورات الساخرة على خداع الجمهور. قال الكاتب المتخصص في الأمور التقنية، كيسي نيوتن، في تعليق على الإنترنت: "عبر الشبكات الاجتماعية، يغمر الديمقراطيون والجمهوريون موجز الأخبار بتصريحات كاذبة بوضوح عن بعضهم بعضاً، ويطلقون عليها نكتة".

وزعمت بعض المنشورات المنتشرة زوراً أن أحد المعجبين المقيمين في ولاية أيوا بحركة "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، الحركة السياسية والشعار الذي روج له ترامب، قد أحرق منزله عن طريق الخطأ أثناء محاولته حرق علم المثليين. لكن "فرانس برس" وجدت أن الادعاء نشأ من نكتة. وزعمت منشورات أخرى زوراً أن مشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات السياسية التي قدمتها مؤسسة هيريتيج فاونديشن البحثية المحافظة، يوصي بإلزام النساء بحمل "جوازات الدورة الشهرية" لمراقبة دورتهن الشهرية وحملهن. لكن المؤسسة قالت إن هذا الادعاء كاذب تماماً. 
وكان موقع هافواي بوست، الذي أسسه الساخر السياسي داش ماكنتاير، أول من نشر كلا الادعاءين. ويصر ماكنتاير على أنه لم يكن يحاول "نشر الأخبار المزيفة"، ولكن السياسيين يستحقون السخرية في مناخ من "الجنون السياسي". ويقول للوكالة: "ليس خطئي حقاً أنني إذا زيفت حوادث مزعومة تتعلق بترامب لانتقاد شخصيته الرهيبة والسخرية منها وأخذها المشاهدون على محمل الجد"، مضيفاً: "هناك دائماً أشخاص ساذجون وقليلو المعلومات، لكنني لا أعتقد أن هذا يعني أن الكوميديا ​​الساخرة لا تنتمي" إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن كوفينغتون توضح أنه، عند التصفح العفوي للإنترنت، قد تبدو مثل هذه المنشورات من دون إشارات توضح أنها ساخرة، وتفتقد إلى السياق الحقيقي. وتضيف أن بعض الجهات الفاعلة التي تسعى إلى التأثير تستغل هذا الاتجاه "لتحويل الغضب إلى نقرات"، وتلفت إلى أن "الممارسات الواضحة والمتسقة مثل وضع علامة مائية على شيء ما باعتباره سخرية أمر مهم للغاية للمساعدة في الحفاظ على سياقه الأصلي"، مضيفةً: "لا توجد لدى معظم المنصات أي سياسات حقيقية تفرضها باستمرار في ما يتعلق بهذا النوع من المحتوى، لذا يتعين علينا كمستهلكين التحقق قبل المشاركة".

المساهمون