لا يزال الوضع العربي عموماً يحط بثقله على المحطات التلفزيونية العربية، بدءاً من تداعيات الحرب في سورية واليمن، وصولاً إلى جائحة كورونا والخسائر الكثيرة التي أدت إلى شح في سوق الإعلانات التجارية. اليوم، ومع هدوء عاصفة كورونا قليلاً، تحاول معظم المحطات العربية الخروج بما هو جديد، ولم يعد يقتصر ذلك على القنوات التلفزيونية بل وصل إلى المنصّات الإلكترونية التي يزداد عدد متابعيها يوماً بعد يوم.
يشهد العالم العربي إعادة هيكلة لمعظم المحطات التلفزيونية الفضائية منها والمحلية. محطة MBC السعودية تستعد للانتقال من دبي إلى الرياض قريباً، وكذلك "التلفزيون العربي" الذي سينتقل في بداية العام المقبل من لندن إلى الدوحة. وهناك كلام عن إنشاء محطة ثانية، وهذا ما سيحمل مزيداً من الإنتاجات الضرورية على سبيل المنافسة بين المحطات نفسها، وكذلك الإعلان عن تأسيس محطة "العربي 2" الخاصة بالمنوعات والإنتاجات الخاصة.
في لبنان الوضع يختلف قليلاً، وعلى الرغم من الضائقة الاقتصادية والأمنية التي يعانيها اللبنانيون، فيبدو أن محطات التلفزة تسعى للتغيير من خلال جديد على صعيد البرامج والمسلسلات، رغبة منها في الاستمرار بعد مرور أكثر من سنة على تجميد المشاريع الخاصة بالعرض اليومي، بسبب الوضع الاقتصادي وجائحة كورونا.
يعود الكوميدي هشام حداد إلى تقديم برنامج "لهون وبس" على شاشة LBCI بعد غياب استمر لوقت، والحديث عن قرار اتخذه بالهجرة إلى إحدى الدول. لكن في بيان صحافي قالت LBCI إن حداد يعود في موسم جديد، بأسلوبه النقدي وحواراته مع الفنانين والمشاهير بطريقة تخرج عن التقليدية. ويقدم رودلف هلال برنامجاً فنياً جديداً عنوانه "المجهول"، بعد مغادرته "منصة بيروت" التي عرض عبرها برنامجاً مشابهاً عنوانه "المواجهة" لسنة كاملة.
وكذلك بدأت LBCI بعرض حصري للمسلسل التركي "زهرة الثالوث" الذي حقق أعلى نسبة متابعة في تركيا، وهو يعتبر من الإنتاجات الضخمة التي يسعى الإنتاج التركي لتصديرها إلى العالم. محطة "الجديد" اللبنانية، تعتبر الأكثر إنتاجاً قياساً إلى باقي المحطات. أكثر من ثمانية برامج جديدة، منها سياسية واجتماعية وفنية، بدأ عرضها قبل أسبوع في محاولة واضحة للاستمرار بعدما شهدت المحطة سلسلة من هجرة بعض العاملين فيها بسبب الوضع الاقتصادي، خصوصاً في قسم الأخبار، لتعود وتختبر نسبة مشاهديها عبر المجموعة الجديدة من البرامج إضافة إلى عدد من المسلسلات، منها "حكايتي"، إخراج جورج روكز.
ولم يسعف الحظ محطة MTV اللبنانية التي تستمر في برمجتها بشكل طبيعي، مع إضافة بعض العناوين والفقرات الخاصة ضمن برامجها القديمة، وتكليف بعض الإعلاميين بالتجديد ضمن البرامج المعروضة أو المتاح إنتاجها اليوم وبأقل كلفة ممكنة. حتى رمضان المقبل سيبقى الحال في بعض الفضائيات على ما هو عليه بانتظار النتائج الخاصة بالعرض الرمضاني الذي يشهد هو الآخر تراجعاً واضحاً لجهة عدد المسلسلات المزمع تصويرها وعرضها.