كشف التلفزيون العربي قائمة من الناطقين بالعربية الذين يشاركون الاحتلال الإسرائيلي في نشر مزاعمه، مع الترويج لهم على أنهم شخصيات عربية ومسلمة داعمة له. وروّج الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، لأشخاص على أنهم عرب ومسلمون يرفضون حركة حماس.
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، جرى تصدير هذه الوجوه للإعلام الغربي على أنّهم مؤثّرون من أصول عربية داعمة للاحتلال. ويتكرر ظهور هؤلاء في وسائل الإعلام الغربية، حاملين رسائل مكرّرة، مثل تشبيه حركة المقاومة حماس بـ"داعش"، وربط حركات المقاومة بالإرهاب، لتبرير جرائم الاحتلال.
لكن وحدة التحقق عبر المصادر المفتوحة في التلفزيون العربي، كشفت الهوية الحقيقية لهؤلاء الأشخاص. ومستعيناً بالذكاء الاصطناعي، دقّق "العربي" في الوجوه الواضحة في تغريدة أدرعي، لتحديد هوية الأشخاص من خلال صورهم ومعالم وجوههم. وكشف تحقيق التلفزيون العربي أن هذه الشخصيات صهيونية تدعم الرواية الإسرائيلية بنشاط واستمرار، ولا يربطها بالعرب سوى اللغة العربية التي يتحدّثونها.
تامر مسعودين
قاد تحقيق "العربي" إلى تامر مسعودين، الذي شارك أيام الثانوية في نشاطات اجتماعية وتعليمية غير رسمية عدة لشباب إسرائيليين، كما شارك في برنامج كاف هازينوك، وهو برنامج القيادة الوحيدة في إسرائيل، لمدة 10 سنوات، حيث علّم مسعودين مجموعات مختلطة من اليهود والعرب. وبعد عامين من الخدمة في جيش الاحتلال، تطوّع في منظمة مكافحة معاداة السامية على الإنترنت، عقب التحاقه بجامعة ريتشمان. وشارك مسعودين في وفود إسرائيلية لدول عربية، ويطمح إلى أن يكون أول وزير خارجية عربيّ لإسرائيل، كما أنّ له مقالات عدة في صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
يحيى محاميد
وجه آخر ظهر في تغريدة أدرعي، وله صورة يرتدي فيها الزيّ العسكري للجيش الإسرائيلي، ويعرّف نفسه في مقطع صوتي: "اسمي يحيى محاميد. عمري 21 عاماً. أنا إسرائيلي، عربي، مسلم". ويحيى محاميد هو عربيّ صهيونيّ مناصر لإسرائيل، وُلد في أم الفحم، وتطوّع بالجيش الإسرائيلي، وخدم عامين كمدرّب رماية، ثمّ كضابط تأديب، قبل أن يُجنَّد في وفد خاص في دبي للعمل على اتفاقيات السلام بين إسرائيل والإمارات.
جوناثان الخوري
قاد بحث التلفزيون العربي أيضاً إلى حساب جوناثان الخوري، الذي سجّل نشاطاً واسعاً في الترويج للروايات الإسرائيلية منذ اللحظة الأولى من العدوان الإسرائيلي. والخوري هو لبناني الأصل، فرّ من لبنان بعد تحرير الجنوب عام 2000، ملتحقاً بوالده الذي تعاون مع الجنود الإسرائيليين وقت الحرب. ودرس الخوري الإعلام والعلوم السياسية في المرحلة الجامعية، كما عمل لمدّة طويلة كناطق بلسان منتدى تجنيد الطائفة المسيحية، ويحاول اليوم من خلال ندواته جذب أبناء المجتمع العربي في الداخل المحتلّ للانضمام إلى دوائره. ويقول الخوري بفخر إنه تعلم العبرية في ثلاثة أشهر، بعد تقدمه للالتحاق بالجيش الإسرائيلي.
جلنار مودي
مودي درزية من الشمال، تخرجت من جامعة تل أبيب بتخصّص الإعلام والعلوم السياسية. وتدربت في قناة "آي نيوز 24" الإسرائيلية عام 2020، وتعمل حالياً في مركز إدارة الأزمات التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، الذي التحقت به في أغسطس/ آب عام 2022.
فريق متّحد للترويج لرواية إسرائيل
نشر جوناثان الخوري صورةً له مع الثنائي تامر مسعودين ويحيى محاميد وجلنار مودي، في تعليق يقول إنّهم فريقٌ يعمل ليل نهار لنشر الأخبار باللغة العربية. ويظهر هذا الفريق أيضاً في منشور عبر حساب محاميد على "إنستغرام" بتعليق يقول إنّهم "أبطال الديجيتال". ورصد تحليل التلفزيون العربي مقابلة تلفزيونية تجمع جلنار مودي ويحيى محاميد، عبر القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، في فقرة عن المؤثرين الذين يشاركون المحتوى الإسرائيلي بالعربية عبر منصّات التواصل.