أصدرت محكمة تمنراست أقصى جنوب الجزائر، اليوم الخميس، حكماً بسجن الصحافي الجزائري رابح كراش لمدة 8 أشهر، وفق ما نقلت صحيفة "ليبرتي" التي يعمل مراسلاً لها.
وأفادت "ليبرتي" بأن محكمة تمنراست قضت بسجن رابح كراش لمدة عام مع وقف التنفيذ أربعة أشهر، والأخذ في الاعتبار المدة التي قضاها، ليتبقى له أربعة أشهر عليه قضاؤها خلف القضبان، علماً أن السلطات الجزائرية ألقت القبض عليه في إبريل/نيسان الماضي.
واجه كراش تهم "إنشاء وإدارة حساب إلكتروني مخصص لنشر معلومات وأخبار من شأنها إثارة التمييز والكراهية في المجتمع"، و"الترويج العمدي لأخبار وأنباء كاذبة أو مغرضة بين الجمهور"، و"العمل بأي وسيلة كانت على المساس بسلامة وحدة الوطن".
وأودع الحبس في 19 إبريل/نيسان، بعدما نشر تقريراً حول احتجاج للطوارق، استنكروا فيه "مصادرة أراضيهم لصالح" ولايتي جانت وإليزي اللتين أنشئتا حديثاً في ظل تقسيم إداري جديد.
ورابح كراش صحافي متمرس يعمل منذ فترة طويلة في تمنراست حيث كتب كثيراً عن الطوارق، وهم أمازيغ يشكلون معظم سكان تمنراست، وخصوصاً عن تهميشهم الاقتصادي والاجتماعي من قبل السلطة المركزية.
أثار اعتقال كراش احتجاجات من زملائه الصحافيين، خاصة بعد أن وصفه الرئيس عبد المجيد تبون، في مقابلة سابقة وقبل صدور الحكم بحقه، بـ"مفتعل الحرائق".
وفقاً لتعديل في قانون العقوبات العام الماضي، أصبح يجرّم الآن نشر "الأخبار الكاذبة" التي "تمس بالنظام العام" بالسجن من سنة إلى ثلاث سنوات.
وطالبت منظمة "مراسلون بلا حدود" في بيان، الشهر الماضي، "بالإفراج عن الصحافي وإسقاط كل التهم عنه".
يذكر أن الجزائر تقبع في المرتبة 146 من أصل 180 بلداً، في نسخة 2021 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تعده "مراسلون بلا حدود".