يحتوي الحليب المدعَّم على فيتامينات ومعادن إضافية غير موجودة طبيعياً في الحليب بكميات كبيرة. يُستخدَم الحليب المدعَّم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم لمساعدة الناس على الحصول على العناصر الغذائية التي قد يفتقرون إليها في وجباتهم الغذائية.
ما ميزات الحليب المدعَّم؟ وهل هناك سلبيات له؟
فيتامين D في الحليب المدعَّم
أُضيفت العناصر الغذائية التي يفتقر إليها الطعام لأول مرة لمنع أمراض نقص المغذيات، مثل الكساح وضعف العظام الناتج من نقص فيتامين D. وقد ساعد تدعيم الدقيق والحليب بفيتامين D في القضاء على هذه الأمراض في البلدان المتقدمة. كذلك فإنها استراتيجية مفيدة لتصحيح النقص في المغذيات الدقيقة التي قد لا تكون خطيرة، ولكن نقصها يمكن أن يضرّ بالصحة. على سبيل المثال، يحصل معظم الناس على ما يكفي من فيتامين D لمنع الكساح، ولكن لا تكفي هذه الكميات لمنع الآثار الجانبية الضارة الناتجة من نقص فيتامين D مثل انخفاض المناعة.
النموّ الصحي للأطفال
يساعد الحليب المدعَّم على الوقاية من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد عند الأطفال، وهي مشكلة شائعة، وخصوصاً في البلدان النامية. لذلك، غالباً ما يُدعّم في هذه المناطق الحليب بالحديد والعناصر الضرورية الأخرى، مثل فيتامين B والزنك. ووجدت الدراسات التي أجريت على أكثر من 5000 طفل أن الحليب وأطعمة الحبوب المدعمة بالحديد والزنك وفيتامين A قلّلت من الإصابة بفقر الدم بنسبة تزيد على 50٪ لدى الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمس سنوات. إضافة إلى ذلك، يحسّن الحليب المدعَّم وظائف المخ لدى الأطفال الأكبر سناً. ففي إحدى الدراسات التي أُجريت على 296 من طلاب المدارس الإعدادية الصينية، كان الطلاب الذين شربوا الحليب المدعَّم أقلّ عرضة للإصابة بنقص فيتامين 2B (الريبوفلافين) والحديد، وأظهروا تحسناً في المستوى الدراسي، مقارنةً بالطلاب الذين شربوا الحليب غير المدعَّم.
صحة العظام
يعزز الحليب العادي غير المدعَّم صحة العظام من خلال توفير العناصر الضرورية اللازمة لتكوين العظام وتقويتها، لأنه يحتوي على نسبة جيدة من الكالسيوم والفوسفور، وهما العنصران الأساسيان في العظام. ولكن وجدت الدراسات أن الحليب المدعَّم يساعد على تحسين صحة العظام بشكل أكبر، إذ يرتبط استهلاك الحليب ومنتجات الألبان المدعَّمة بزيادة كثافة المعادن في العظام وزيادة كتلة العظام وقوتها. ويعزى السبب في ذلك إلى أن الحليب المدعَّم غني بفيتامين D الذي يساعد على امتصاص المزيد من الكالسيوم الضروري لصحة العظام والوقاية من هشاشتها، لذلك يعتبر تناول الحليب المدعَّم طريقة منخفضة التكلفة للحصول على ما يكفي من الكالسيوم وتعزيز امتصاص هذا المعدن المهم.
السلبيات المحتملة لتناول الحليب المدعَّم
على الرغم من أن الحليب المدعَّم مفيد جداً، إلا أن هناك بعض الجوانب السلبية المحتملة التي يجب مراعاتها. يقدّر الباحثون أن نحو ثلثي سكان العالم يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز، وبالتالي لا يستطيعون هضم السكر الموجود في منتجات الألبان بشكل صحيح، وغالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من الإسهال ومشاكل معوية أخرى بعد تناول الحليب أو منتجات الألبان. وفي هذه الحالة، ينصح بتجنب الحليب المدعَّم وغير المدعَّم، أو اختيار المنتجات الخالية من اللاكتوز مثل بدائل الحليب المدعَّم كحليب الصويا أو حليب اللوز وجوز الهند.
ويجب الانتباه إلى أن إضافة بعض العناصر الضرورية إلى الحليب، مثل تدعيم حليب الشوكولاتة بالفيتامينات A وD، لا يعني بالضرورة أن الغذاء صحي، إذ غالباً ما يكون محمَّلاً بالسكر والمواد المضافة، ويجب تناوله باعتدال.
كذلك يجب الانتباه إلى أن اختيار الحليب المدعَّم الخالي من الدسم يؤدي إلى إعاقة امتصاص الفيتامينات A وD وK وE، لأن هذه الفيتامينات تذوب في الدهون وتحتاج إلى الدهون في أثناء هضمها حتى يجري امتصاصها بالكامل.