تكثُر المسلسلات العربية المُشتركة المُنتجة في السنوات الأخيرة. والواضح أن معظم الممثلين باتوا يفضلون العمل في هذا النوع تحديداً، لما يحمله من نسبة مشاهدة عالية وزيادة في المدخول المادي.
لكن، أمام نجاح هذه الصناعة، يحصر الممثل العربي نفسه بين مجموعة من الأعمال التي توصف بالتجارية، طبقاً للمفهوم الترويجي، والأحداث أو القصص التي تتناولها.
لعبت الدراما السورية لسنوات على رسم هوية مجموعة من الممثلين الذين طبعوا الذاكرة، والواضح أن الجمهور السوري لم يتقبل حتى اللحظة الأعمال الدرامية المشتركة، ولا يتفاعل معها بالشكل الذي تحصده الدراما السورية الخالصة.
يظهر الممثل السوري قيس الشيخ نجيب بدور كريم في مسلسل "ستيلتو"، الذي يعرض حاليا على منصة شاهد. محاولة بدت بعيدة عن أدوار قيس الشيخ نجيب التي عرفناها في السنوات الأخيرة، والواقع أن ما يقوم به في "ستيلتو" هو مجرد متابعة لمسيرة زملائه من الممثلين الذين لعبوا الدور نفسه في مسلسلات مُشتركة سابقة.
نلحظ أن الفرق واضح بين دور قيس الشيخ نجيب في مسلسل "مسافة أمان" لليث حجو (2019)، إذ لعب دور "يوسف"، الشاب الباحث عن مستقبله في ظل الحرب السورية، حاملاً أمانة من صديقة مطلوبة للمخابرات السورية. تعمل المخابرات على مطاردة "يوسف،" المصور الفوتوغرافي المنفتح على ثقافة المجتمع بشكل بدا غريبا على طرح الدراما السورية. أما في مسلسل "أولاد آدم" لليث حجو أيضاً (2020) فيظهر الشيخ نجيب بدور اللص "سعد"، الهارب من دمشق إلى بيروت بدور محوري جيد.
لكنه في "ستيلتو" يحاول اللحاق بقاعدة تبني الدراما المشتركة للبطل الوسيم الذي يقع في فخ الحب رغم زواجه، كمحاولة إنعاش نسبة مشاهدة لمسلسل من خلال قصة رومانسية جارفة. الأمر نفسه حاضر مع مجموعة من مواطني الشيخ نجيب، في أدوار "البطل" الأوحد الوسيم، من عابد فهد، إلى تيم حسن، ومعتصم النهار وقصي خولي.
تأتي محاولة "انقلاب" بعض الممثلات في سورية على الواقع الدرامي المحلي، والعمل ضمن إطار الدراما المشتركة. هكذا، تفقد كاريس بشار هويتها تماما في "ستيلتو"، ويتراجع أداؤها بعدما سجلت تقدماً في مجموعة من المسلسلات السورية التي عُرضت سابقاً، كدورها في "غداً نلتقي"، إخراج رامي حنا (2015).
لعبت بشار دور "وردة"، اللاجئة السورية إلى لبنان التي تحاول التغلب على مشاعرها وعوزها ووضعها. واعتبر حينها أنه واحد من أفضل الأدوار التي لعبتها، إلى جانب دورها في "مسافة أمان"، إذ لعبت دور "سراب"، الأم التي تحاول التأقلم مع واقعها في سورية خلال فترة الحرب، بعدما سافر زوجها.
تقتصر المسلسلات "الناجحة" اليوم على دور محوري أساسي، يستعيد مكانة "البطل الأوحد" الذي شاهدناه في الأفلام والدراما المصرية، من الخمسينيات حتى يومنا هذا، مقابل غياب حضور الفنانين وتوزع دور البطولة بينهم في مسلسل بمستوى جيد.