تعمد بعض المحطات اللبنانية إلى عرض برامج جديدة، أو يُخيَّل إليها ذلك، لكنها لا تلبث أن تقع في فخ التقليد والتكرار.
تحاول المؤسسة اللبنانية للإرسال، تدارك الأوضاع الصعبة التي يعانيها الإعلام في لبنان، لكن سرعان ما تقع في فخ التكرار وقلة المسؤولية في تبنّي أو عرض أفكار تحت مسمى "المنوعات". إنتاجات لا تخرج عن كونها مجرد ثرثرات، وعرض عضلات لضيوف يبحثون عن الضوء، جاؤوا من دون مقابل مادي لإعادة تدوير ما أصبح متداولاً، سواء من خلال كمية البرامج التي عرضت لعقود، أو من خلال محركات التواصل الاجتماعي والمعلومات المُتاحة لأي مهتم بالشأن الفني.
يُعرض برنامج The Stage تقديم كارلا حداد، مساء كل يوم جمعة على شاشة LBCI. ويروي، بحسب الإعلانات، سيرة حياة مشاهير عرفوا في حقبة "الزمن الجميل". الحلقة الأولى تناولت سيرة الفنانة الراحلة صباح، واستضافت مجموعة من الضيوف، قيل إن بعضهم كان من المقربين من الشحرورة.
الفنانة المصرية لبلبة تحدثت عن ذكرياتها مع صباح. ولو أنها لم تخرج بجديد؛ إذ سبق وأن روت الحكايات نفسها قبل سنوات في برامج تناولت الفنانة بعد رحيلها، وذلك يضع فريق إعداد البرنامج في فخ التقليد والاستعانة بمعلومات متداولة أصبح معظم المتابعين يعرفونها. وحلّ المغني اللبناني جوزيف عازار ضيفاً، والممثّلة ورد الخال، ومصمّمة الأزياء بابو لحود، والممثّل آلان الزغبي، وكلودا عقل وكريم شيا من أفراد عائلة صباح، والصحافي والناقد جهاد أيوب، والأب فراس حاكوم من سورية. وكذلك، استضاف البرنامج كلًّا من المنتج صادق الصبّاح، وطوني خليفة، وصباح الشماس، ومصفّف الشعر نعيم عبود، والصحافية مي سربيه. أما الغناء الذي جاء مسيئاً لمسيرة صباح الفنية فكان من نصيب حنين، وأليسار، وكارلا شمعون، والطفلة جومانا كيلو.
في عام 2004، عرض تلفزيون المستقبل برنامجاً بعنوان "الأغنية رقم 1". كانت تقدمه رولا بهنام، واستضاف مجموعة من معاصري "الزمن الجميل" لرواية مسيرة المغنين في الماضي، واستعان بخريجي برنامج "سوبر ستار" لأداء أغنيات خاصة بالمكرمين أو أصحاب السيرة التلفزيونية.
لم يخلُ برنامج "كأس النجوم" من طرح المشهد نفسه لموسمين، من خلال استضافة نجوم والحكم على أصحاب مواهب يقفون أمامهم على المسرح، ويؤدون الأغاني مباشرة، ويمنحون نهاية الكأس لمن يستحق، أو للموهبة الأقرب إلى إحساسهم الفني.
كل ذلك يعاد تفعيله من جديد، بميزانية مالية تبدو متواضعة، لتنفيذ برامج المنوعات التي تفتقد الروح ولا تتعدى إطار ملء الهواء بأقل كلفة ممكنة.
لم تفلح كارلا حداد منذ عامين في تقديم مادة جيدة ضمن برامج الترفيه الفني، بعدما اعتمدت على فريق عمل من النساء في برنامج FeMale لمحاورة فنان، في فقرات بدت بدائية تعتمد على الأحاجي والأسئلة المصبوغة بالإيحاءات. لكن كل ذلك الفشل لم يمنع المحطة ولا المذيعة من الاستعانة بسيرة الكبار، للبحث عن مكان تحت الضوء من جديد.