السلطات الجزائرية ترفض الإفراج عن الصحافية كنزة خاطو

تعتقل السلطات الجزائرية منذ مساء أمس الجمعة، الصحافية في الإذاعة المستقلة "راديو إم" كنزة خاطو، خلال تغطيتها، برفقة عدد من الصحافيين، إحدى تظاهرات الحراك الشعبي في العاصمة الجزائرية.

رفضت السلطات الجزائرية الإفراج عن كنزة خاطو، بعدما أطلقت سراح صحافيين ومصورين اعتقلتهم للتعتيم على قمع التظاهرات الشعبية مساء الجمعة، وقررت عرضها على وكيل الجمهورية يوم غد الأحد، من دون أن تعلن الأسباب.

ونشر موقع "راديو إم" الإلكتروني فيديو يظهر لحظة اعتقال خاطو من قبل الشرطة الجزائرية - رغم تصريحها بأنّها صحافية - ومحاولة زملاء لها التدخل لإخلاء سبيلها.

يتعمد الصحافيون الذين يغطون تظاهرات الحراك الشعبي البقاء ضمن مجموعة واحدة لحماية بعضهم البعض، وإظهار وسائل عملهم كالكاميرات، وإبقاء مسافة بينهم وبين المتظاهرين، لدفع الشرطة إلى تمييزهم في حال استخدمت القوة لتفريق المتظاهرين.

لكنّ قوات الشرطة استهدفت، الجمعة، الصحافيين والمصورين، واعتقلت نحو عشرة منهم، واقتادتهم إلى مراكز الشرطة، من بينهم الصحافي في صحيفة "الخبر" مصطفى بصطامي، ومراسل وكالة "سبوتنيك" الروسية جعفر خلوفي، ومدير موقع "القصبة تريبيون" المعتقل سابقاً خالد درارني، والصحافي سيد واليناس.

كما اعتقلت عدداً من المصورين، من بينهم المصور لدى "فرانس برس" رياض كرامدي، ومصور صحيفة "ليبرتي" المحلية، ومصور صحيفة "الوطن"، ومصور صحيفة "لوريزون"، ومصور فيديو يعمل لدى وكالة "رويترز"، ومنعتهم قبل اعتقالهم من التصوير، قبل أن تقتادهم إلى أحد المراكز الأمنية.

تقارير عربية

التحديثات الحية

حملة اعتقالات غير مسبوقة خلال تظاهرات الحراك في الجزائر

وقالت الصحافية في "راديو إم" ليندة عبو، في منشور، إنّ 11 صحافياً، هي من بينهم، حاصرتهم قوات الشرطة قرب "شارع محمد الخامس"، ولم تسمح لهم بالحركة، لمنعهم من تصوير التظاهرات.

ووفقاً لـ"لجنة الإفراج عن المعتقلين"، فإنّ أكثر من 70 شخصاً مسجونون حالياً وملاحقون قضائياً بسبب أفعال تتعلّق بالحراك و/أو ممارسة الحريات الفردية. ويبدو الآن أنّ النظام عازم على كسر الحراك ووقف تظاهراته التي بدأت قبل أكثر من عامين وبلغت أسبوعها الـ117، من أجل تطبيق "خارطة الطريق" الانتخابية.

وقرّرت وزارة الداخلية هذا الأسبوع التشدّد أكثر في تطبيق القانون، عبر إجبار منظّمي مسيرات الحراك على "الإبلاغ" مسبقاً عن التظاهرات ومنظّميها ومسارها. 

نشأ الحراك في فبراير/شباط عام 2019، بعد الرفض الواسع لترشّح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، وهو يصرّ حالياً على الدعوة إلى تغيير جذري "للنظام" الحاكم منذ الاستقلال عام 1962.