اعتصم عشرات الصحافيين الفلسطينيين، اليوم الأحد، في وقفة أمام مكتب قناة الجزيرة الفضائية في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، احتجاجاً على الاعتداء على الصحافيين، وخصوصاً مراسلة الجزيرة جيفارا البديري ومصورها نبيل مزاوي، أمس السبت، أثناء تغطية فعاليات التضامن مع حي الشيخ جراح في القدس.
ورفع الصحافيون صورة البديري أثناء الاعتداء وصورة قصف برج الجلاء الذي ضم مكاتب قناة الجزيرة ووسائل إعلام أخرى في قطاع غزة، وعبارات تستنكر اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على طواقم القناة في فلسطين.
وفي إجابة عن سؤال لـ"العربي الجديد"، قالت البديري: "إنها تعاني من كسور في يدها اليسرى ورضوض في أنحاء جسدها، وأوجاع كبيرة في ظهرها ورقبتها وقدمها اليسرى، نتيجة الضرب".
وأضافت البديري أنها "تعاني أصلاً من ديسك في الظهر، وكانت تعرضت في اليوم الذي سبق حادثة الشيخ جراح لضرب بالعصي من قبل الاحتلال أربع مرات ببلدة سلوان في القدس".
وشرحت البديري ملابسات ما حصل من اعتداء، حيث أكدت أنها كانت قد مرت من أمام جنود الاحتلال، وعددهم يقارب العشرين، أربع مرات على الهواء مباشرة، مؤكدة أنهم كانوا يعرفونها، ويعلمون القناة التي تعمل فيها، وكانت ترتدي لباس الوقاية والسلامة والذي يبين إشارة الصحافة.
وأكملت البديري أنها عند توقيفها طلبت فقط دقيقتان لتتمكن من جلب بطاقة هويتها، رغم أنهم يعرفون من هي، لتتعرض للضرب، وبعد ذلك استمر الضرب داخل المركبة التي نقلت بواسطتها.
وأشارت البديري إلى أنها سمعت مكالمة من أحد جنود الاحتلال داخل المركبة يقول فيها "استطعنا القبض على مراسلة الجزيرة جيفارا البديري"، مؤكدة أنها وعلى مدار ساعات داخل مركز الشرطة الإسرائيلية عوملت كمجرمة، وكانت تقول لهم: "إنها صحافية وليست مجرمة".
ورجحت جيفارا أن ما أراد الاحتلال إيصاله هو رسالة واحدة لطواقم القناة وكل الصحافيين؛ "يجب أن تخرسوا، ويجب أن تخافوا، يجب أن تهابوا، وأن يسقط الميكروفون وأن تسقط الكاميرا"، مؤكدة أن الكاميرا لن تسقط والميكروفون لن يسقط، وقالت: "هم أدركوا بالأمس من عدد الصحافيين الذين تواجدوا أننا إن وقفنا يداً واحدة نستطيع الاستمرار".
وأشارت البديري إلى وجود ترهيب نفسي من الاحتلال، بادعاء أن "الجزيرة تكذب"، لكن جيفارا ردت عليهم بطلب دلائل على ذلك، لكنهم لم يريدوا السماع فقط، أرادوا الترهيب، واصفة حجم الترهيب أمس بأنه لا يعقل، وأنه يستهدف الصحافيين في القدس خصوصاً لأن المعركة الآن في القدس.
وحول التهمة التي وجهت إليها في البداية، وتم التراجع عنها لاحقاً، بادعاء ضربها لمجندة احتلالية، قالت البديري: "أمام عشرين جندياً يقومون بالضرب، كيف سأتمكن من ضرب مجندة؟"، مشيرة إلى أنها كانت تعرضت سابقاً لاعتداء عبر الأحصنة التي يمتطيها جنود الاحتلال عند باب العامود، في القدس المحتلة.
بدوره، اعتبر مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري، في حديث مع "العربي الجديد" على هامش الوقفة، أن ما جرى مع البديري من اعتداء واعتقال، وزميلها المصور نبيل مزاوي من اعتداء وكسر للكاميرا، هو حلقة من مسلسل ملاحقة قوات الاحتلال للصحافيين العاملين في القدس على وجه الخصوص، أو أماكن أخرى كما حصل قصف للمبنى الذي كان فيه مكتب الجزيرة خلال الحرب الأخيرة على غزة.
وأضاف العمري: "من الواضح أن الاحتلال يتعمد ويحاول إسكات وكتم الأصوات لإخفاء حقيقة ما يجري، وصرف الأنظار عن حقيقة الجرائم التي تقترف، وهذا أمر مدان، من يحاول أن يخفي الحقيقة هو من يقترف الجريمة ويدرك أنه يقترفها"، معتبرا أن الاعتداء أمس كان متعمداً ومقصوداً.
وأكد العمري أن شهادات الشهود وأشرطة الفيديو كشفت الحقيقة الكاملة حول الحادثة، بعد محاولة الكذب وإخفاء الحقيقة؛ فلم يبق أمام سلطات الاحتلال من مفر سوى الأمر بإخلاء سبيل البديري.