تجسدت الانتهاكات الإسرائيلية بوضوح في الصورة التي التقطها المصور الفلسطيني عطية درويش، والتي أظهرت الاستهداف الإسرائيلي المُباشر لمجموعة من الصحافيين خلال أداء عملهم الإعلامي، مع أخذهم كل إجراءات الوقاية والسلامة التي لم تنجِهم من الاستهداف.
الصورة عرضت إلى جانب عدد من الصور الفوتوغرافية، ضمن معرض "حكاية صورة" في غزة، الذي نظمه المكتب الإعلامي الحكومي ومركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين- ماليزيا، أمس الأحد، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الصحافي الفلسطيني، ولتوثيق الانتهاكات ضد الصحافيين.
وناقشت الصور مجموعة من الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافي الفلسطيني خلال فترات الحروب والتصعيد الإسرائيلي، من دون اكتراث الاحتلال الإسرائيلي لمبدأ حرية الصحافيين، أو القوانين الدولية التي تُجرم التعرض لهم.
ويقول المصور الصحافي عطية درويش، الذي أصيب في وجهه خلال تغطيته للأحداث أثناء مسيرات العودة، إن المعرض تضمن مجموعة من الصور التي التقطها وتوضح الممارسات الإسرائيلية بحق الصحافيين، وتُظهِر الكواليس التي يتعرض لها الصحافيون خلال تغطيتهم وعملهم.
ويبين درويش في حديث مع "العربي الجديد" أن توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون مُهِم في إظهار فضح الجرائم الإسرائيلية بحقهم وبحق الشعب الفلسطيني، داعيًا المؤسسات الدولية المعنية بالصحافيين للوقوف إلى جانبهم، والمُطالبة بحمايتهم كما تنص القوانين والمواثيق الدولية.
وقسّم المنظمون المعرض الفوتوغرافي إلى ست زوايا، تضمنت الأولى صور الصحافيين الشهداء، الذين ارتقوا خلال أداء واجبهم الإعلامي، فيما جاورها زاوية ثانية لصور الصحافيين الأسرى الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدف تغييب الرواية الفلسطينية، وقد توسطت الزاويتين، صورة الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة والشهيد الصحافي ياسر مرتجى.
أما الزاوية الثالثة فتضمنت الانتهاكات العامة ضد الصحافيين وقد احتوت على صور لتعرض الصحافيين للغاز المُسيل للدموع، إلى جانب صورًا لصحافيين أصيبوا إصابات مباشرة ومختلفة خلال عملهم، ارتقى على أثرها بعض الشهداء، فيما تظهر باقي الصور حجم الانتهاكات التي تعرضوا لها على الرغم من ارتداء الزي الصحافي الموسوم بإشارة PRESS.
وظهرت مشاهد التدمير للمقار الصحافية في الزاوية الخاصة بتدمير المكاتب، حيث تضمنت صورا للأبراج السكنية التي تضم عشرات المكاتب الصحافية، والتي تم استهدافها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير والحروب السابقة، فيما عكست الزاوية الخامسة مشاهد لصحافيين تعرضوا للانتهاكات خلال عملهم، إلى جانب الانتهاكات ضد الصحافيين في الضفة الغربية.
ويقول المصور الجريح مؤمن قريقع إن المعارض التي توثق الانتهاكات ضد الصحافيين ضرورية، خاصة في ظل تواصل الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، وبحق مكاتبهم ومقار عملهم، فيما تُعد دليل إدانة بحق إسرائيل، وما تقوم به من اعتداءات متواصلة بحق الصحافيين بشكل خاص، والشعب الفلسطيني بشكل عام.
من ناحيته، يقول مدير العلاقات العامة في المكتب الإعلامي الحكومي محمود الفرا، إن المكتب يحرص على تنظيم مختلف الفعاليات، في المناسبات العامة، ومنها يوم التضامن العالمي مع الصحافي الفلسطيني، والذي يصادف اليوم الاثنين، السادس والعشرين من شهر سبتمبر/ أيلول، بهدف الإبقاء على استمرارية حالة التضامن.
ويوضح الفرا لـ "العربي الجديد" أن العادة جرت على تصوير وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، إلا أن المعرض جاء لتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون، حيث تحول الصحافيون من مصدر لتوثيق الانتهاكات، إلى فئة تنتهك حقوقها بشكل علني ومتواصل.