باتت محطة الفضاء الدولية من الجهات التي تعاني تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا. وحذّر رئيس وكالة الفضاء الروسية "روسكوموس"، ديمتري روغوزين، خلال الأيام الأخيرة، من أنّ العقوبات تهدد وجود المحطة.
وقال روغوزين: "إذا منعتم التعاون معنا، فمن الذي سينقذ محطة الفضاء الدولية من فوضى غير خاضعة للرقابة وتسقط في الولايات المتحدة أو أوروبا؟ هناك أيضاً خيار إسقاط هيكل يزن 500 طن على الهند والصين. هل تريدون تهديدها بمثل هذا الاحتمال؟ لا تحلّق محطة الفضاء الدولية فوق روسيا، لذا فإنّ كل المخاطر تقع على عاتقكم".
ولفت توبيخه الانتباه إلى دور روسيا "الحاسم" في المحطة الدولية، يقول موقع "ذا نيكست ويب"، إذ تتحكم الدولة في نظام دفع يبقي المحطة في المدار. من دونه، يمكن أن تسقط المحطة ببطء نحو الغلاف الجوي.
وقد تكون تهديدات روغوزين غير حقيقية، لكن هناك مخاوف متزايدة من أن تواجه محطة الفضاء الدولية الآن نهاية مبكرة.
وقررت روسيا وقف تزويد الولايات المتحدة بمحركات الصواريخ. ستنهي هذه الخطوة شراكة استمرت لعقود. علّق روغوزين: "دعهم يطيرون بشيء آخر، أعواد المكنسة ربما!".
وانتقاماً من العقوبات، أوقفت موسكو التعاون مع أوروبا بشأن عمليات الإطلاق من ميناء فضائي في غوايانا الفرنسية، وأنهت تجارب مشتركة مع ألمانيا، واستبعدت الولايات المتحدة من مهمة مشتركة إلى كوكب الزهرة.
وفقدت "روسكوسموس" أيضاً أحد أكبر عملائها التجاريين: شركة الأقمار الاصطناعية "وان ويب"، إذ أوقفت الشركة البريطانية عمليات الإطلاق المستقبلية من الموقع الروسي في كازاخستان.
ويعني كل هذا أنه بعد منافسة وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" خلال الحقبة السوفييتية، ثم دخول عصر التعاون الدولي في الفضاء، تواجه صناعة الفضاء الآن مستقبلاً غامضاً.