قبل سنوات، حجز موظفو متحف بيتسبرغ للفنون، في الولايات المتحدة، مكاناً لمعرض عن الفن الإسلامي عبر عشرة قرون، مع خطط لافتتاحه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023. المعرض، وتحت عنوان "الزخرفة الثمينة"، كان مقرراً أن يتضمن لوحات وأسلحة وسيراميك وأواني زجاجية فاخرة وقطعا أخرى من الشرق الأوسط.
أجّل المتحف أخيراً افتتاح المعرض، مبرراً قراره بتضارب في الجدول الزمني. لكن رسائل إلكترونية من موظفي المتحف، حصلت عليها صحيفة بيتسبرغ تريببيون-ريفيو، تشير إلى أن للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة دورا في هذا القرار.
وقد قالت المديرة التنفيذية للمتحف، إليزابيث باركر، للصحيفة إنه بعد بدء العدوان "أدرك الموظفون أننا على وشك افتتاح معرض قد يراه الشخص المتسامح على أنه يفتقد الحساسية، ولكن بالنسبة للكثير من الأشخاص، وتحديداً في مجتمعنا، فقد تكون الخطوة مؤلمة".
هذه الخطوة أثارت انتقادات من المجموعات الإسلامية واليهودية على حد سواء. إذ رأى فرع بيتسبرغ لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية أن القرار "يعزز الصورة النمطية الضارة بأن المسلمين أو الفن الإسلامي مرادف للإرهاب أو معاداة السامية". وقال ممثل عن الاتحاد اليهودي في بيتسبرغ، لصحيفة واشنطن بوست: "لا نريد أن يتم إلقاء اللوم على الجالية اليهودية الأميركية كمجموعة، مثلما لا نريد أن يتم إلقاء اللوم على المسلمين الأميركيين كمجموعة، لأنهم غير مسؤولين كأتباع ديانتين".
وصرحت باركر الخميس، لـ"واشنطن بوست"، بأن المعرض سيفتتح في أغسطس/ آب 2024، من دون أن ترد على أسئلة الصحيفة بشأن إعلان المتحف عن قرار التأجيل. وقالت باركر: "شعرنا بالصدمة لأننا ألحقنا الأذى بالعديد من الجيران الذين نحترمهم بشدة بسبب طريقتنا الخرقاء في الإعلان عن التأجيل. سنعمل على إصلاح علاقاتنا مع الجالية الإسلامية للعمل معاً".
في 16 أكتوبر، قرر المتحف تأجيل المعرض "لتحسينه"، وفقاً لبيان باركر. وقالت إن موظفي المتحف دققوا في التحضيرات و"أصبحوا قلقين بشأن السياق التاريخي الخفيف والعدسة الغربية لفريقنا".
لكن بعض المجموعات الحقوقية المدنية الإسلامية دعت المتحف إلى إعادة النظر في قراره بالتأجيل. ووصفت المديرة التنفيذية لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في بيتسبرغ، كريستين محمد، في بيان الاثنين، قرار التأجيل بأنه "مثير للقلق". وقال آدم هيرتزمان من الاتحاد اليهودي في بيتسبرغ إن المجتمع "سيرحب" بالمعرض، مضيفاً أنه “من الرائع رؤية الاحتفاء بالثقافة الدينية على اختلافها".