كشفت التحقيقات القضائية الفرنسية مع الوزير اللبناني السابق وصاحب بنك الموارد، مروان خير الدين، أنّه صرف أموالا وقدم خدمات مالية لعددٍ من الصحافيين بطلب من حاكم مصرف لبنان السابق، رياض سلامة، والذي انتهت ولايته الاثنين الماضي.
وكان خير الدين قد خضع للتحقيق في أبريل/ نيسان الماضي في فرنسا، للاشتباه بتورطه في منظمة إجرامية وبغسل الأموال، ضمن تحقيق موسّع يستهدف معرفة ما إذا كان سلامة قد اختلس مبالغ طائلة من المال العامة.
وأقرّ خير الدين خلال إجابته عن سؤال من القاضية الفرنسية أود بوريزي بأنّ سلامة طلب منه تحويل المال لخمسة صحافيين معروفين بولائهم له، هم: رئيس تحرير صحيفة الديار، شارل أيوب، والرئيس السابق لمديرية التخطيط في جريدة النهار، مروان إسكندر، ورئيس التحرير السابق لموقع النهار نت، نوفل ضو، إضافةً إلى الصحافي في موقع ICI Beyrouth، فيليب أبي عقل، والمعلق السياسي جوزيف أبو فاضل.
وبحسب موقع درج ميديا، الذي نشر الأربعاء تقريراً عن التحقيقات مع خير الدين، فإنّ الأخير أشار إلى أنّ "المبالغ كانت صغيرة"، نافياً معرفته بصفتهم الصحافية.
و تتراوح قيمة المبالغ التي حوّلت في هذه العمليات، بحسب "درج ميديا"، بين 100مليون و300 مليون ليرة لبنانية (أي بين 11600 دولار و35000 دولار أميركي وفقاً لسعر الصرف آنذاك).
وبينما كتب شارل أيوب وفيليب أبي عقل ومروان إسكندر عدداً من المقالات التي دافعوا فيها عن أداء سلامة في حاكمية مصرف لبنان، خلال أسوأ أزمة اقتصادية تمرّ بها البلاد، قام ضو وأبو فاضل بالدفاع عنه عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي لقاءات تلفزيونية مختلفة.
ويشكّل اعتراف خير الدين دليلاً على استفادة صحافيين وشخصيات إعلامية بشكل مباشر من أموال القطاع المصرفي، بهدف تبنّي موقفٍ مؤيّد لها، على الرغم من التخبط الذي يعيشه لبنان منذ أواخر العام 2019.
كذلك، استفادت الممثلة ستيفاني صليبا من دفعات سلامة المالية بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/ آب 2020، بحسب "درج ميديا"، كما قامت بتحويل مبلغ 200 ألف دولار خارج البلاد.
وشرح صاحب بنك الموارد آلية تحويل الأموال للقاضية الفرنسية، مشيراً إلى أنّ سلامة كان يرسل المال إلى حساب بنك الموارد في المصرف المركزي، ويقوم بعدها بإبلاغ خير الدين عبر "واتساب"، بتحويل المال إلى حساب مصرفي لطرف ثالث، أو بإيصاله نقداً للمستفيدين، مؤكداً أنّه كان يتبع تعليمات الحاكم السابق لمصرف لبنان.