- بارك حاول التواصل مع إدارة المتحف لإيجاد حل وسط بترك الكوفية في أمانات المتحف لكن دون جدوى، ما يشير إلى غياب سياسة واضحة بخصوص الأزياء التي تعبر عن الهوية الثقافية أو السياسية.
- تفاعل الجمهور على منصة "إكس" مع تدوينة بارك كان ملحوظًا، معبرين عن دعمهم، في حين شنت الكتائب الإلكترونية الصهيونية هجومًا عليه، ما يعكس الانقسام حول قضية الكوفية كرمز للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
"مُنعتُ للتو من دخول المتحف لأني أرتدي الكوفية الفلسطينية ورفض المدير وموظفو الأمن تبرير هذا الإجراء. لماذا تتبعون هذه السياسة العنصرية الوقحة إزاء كل ما هو فلسطيني؟". هكذا دوّن الكاتب والإعلامي الكوري المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، جو هيون بارك، في صفحته على موقع إكس، موضحاً ما تعرض له أثناء زيارته برفقة إحدى صديقاته لمتحف الفن الحديث في نيويورك.
الكوفية الفلسطينية ورقابة الأمن
في تصريحه لموقع Hyperallergic الإخباري، قال بارك إن موظفي الأمن في المتحف قد وضعوا علامة على الكوفية الفلسطينية أثناء فحص حقائبه عند بوابات الدخول من دون إبداء سبب واضح. بعدها، فوجئ بارك كما يقول باستدعاء أحد أفراد الأمن للمشرف على تأمين المتحف، الذي أخبره بدوره بعدم إمكانية دخوله. اضطر بارك، كما يقول، إلى مغادرة المكان، لكنه عاود الدخول مرة أخرى بعد أن خبأ الكوفية تحت ملابسه، وحينها لم يعترضه أحد من أفراد الأمن، فقد ظنوا على ما يبدو أنه قد تخلص منها.
حين تواصلت الصحيفة مع إدارة المتحف للتأكد من الواقعة، رفضت الإدارة التعليق على الأمر. وحين سُئلت الإدارة عن سياسة اللباس والمتعلقات المتبعة، لم توضح أيضاً ما إذا كانت الكوفية مدرجة على قائمة الممنوعات أم لا. على الموقع الإلكتروني للمتحف، لا يوجد أي أثر للكوفية الفلسطينية ضمن قائمة العناصر المحظورة، غير أن هناك إشارة تُفيد بمنع اللافتات والأعلام، كما أن هناك تنويهاً بأن المتحف قد يحظر أي متعلقات أخرى يمكن أن تعرض الأعمال الفنية للخطر، مع توضيح أن هذه المتعلقات تُحدد وفقاً لتقدير أمن المتحف فقط. قال بارك إنه حاول إيجاد حل وسط، وطلب من الأمن ترك الكوفية في أمانات المتحف حتى ينتهي من الزيارة، غير أنهم رفضوا هذه الفكرة أيضاً. يتساءل بارك ساخراً في صفحته على موقع إكس: "هل تمثل الكوفية الفلسطينية خطراً إلى هذه الدرجة؟"، فيرد أحد متابعيه متهكماً: "ربما لو كنت تحمل العلم الإسرائيلي لرحبوا بك!".
يقول بارك إنه كان في زيارة للمتحف مع صديقته لمشاهدة اليوم الأخير من معرض الفنان الأميركي الفيتنامي آن ماي لو المعروض تحت عنوان "بين نهرين". حين قرر بارك زيارة المتحف، لم يفكر في الكوفية كما يقول باعتبارها أي شيء آخر سوى أنها وشاح، فهو يحرص على ارتدائها عندما يكون في الخارج من أجل التدفئة. يقول بارك: "يبدو أن متحف الفن الحديث في نيويورك قرر حظر الكوفية والأعلام الفلسطينية، وهي رموز لشعب يواجه الإبادة الجماعية حالياً". ويرى بارك أن منعهم من الدخول هو رسالة واضحة من إدارة المتحف بأن الفلسطينيين لا يجب أن يكون لهم وجود داخل متحف الفن الحديث.
تفاعل على "إكس"
على صفحته على موقع إكس، حظيت تدوينة بارك بتفاعل آلاف المتابعين، غير أن صفحته تعرضت أيضاً إلى هجوم شنّه العشرات من الكتائب الإلكترونية الصهيونية، التي نعتته بأوصاف عنصرية، واتهمته بالوقوف في صف الإرهابيين. رد بارك على هذه التعليقات العنصرية بتدوينة أخرى لاحقة؛ إذ كتب متهكماً "هل أساند الإرهابيين؟ في الحقيقة لا، لأني كنت أرتدي الكوفية الفلسطينية وليس علم إسرائيل".
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هناك تصاعد واضح في الرقابة على الكوفية الفلسطينية التي يعتبرها بعضهم رمزاً للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وفي فرنسا وألمانيا، اعتُقل بعضهم أثناء التظاهرات بسبب ارتدائهم الكوفية الفلسطينية. وخلال الشهور القليلة الماضية، شهد متحف الفن الحديث في نيويورك عدداً من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية المؤيدة للشعب الفلسطيني، إذ رُفعت خلالها الأعلام والرموز الفلسطينية.
إحدى هذه التظاهرات أجبرت المتحف على إغلاق أبوابه مؤقتاً أمام الزوار. خلال هذه التظاهرات الاحتجاجية، وُجهت انتقادات لعدد من أمناء المتحف، وهم ليون بلاك ولاري فينك وباولا كراون وماري خوسيه كرافيس ورونالد لاودر، بسبب استثماراتهم المالية المرتبطة بإسرائيل.
كما وجه العاملون في المتحف رسالة مفتوحة إلى الإدارة يطالبونها بإصدار بيان يدعم وقف إطلاق النار غير المشروط في غزة وإدانة أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين.