أرجأت المحكمة الابتدائية في مدينة سلا، القريبة من العاصمة المغربية الرباط، اليوم الاثنين، جلسة محاكمة الصحافية حنان بكور، للمرة الثانية على التوالي. وتواجه الصحافية تهمة "بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة باستعمال الأنظمة المعلوماتية بقصد المساس بالحياة الخاصة للأشخاص أو التشهير بهم".
وقرّرت المحكمة الابتدائية في سلا تأجيل جلسة محاكمة بكور، بعد تقديم حزب التجمع الوطني للأحرار، قائد الائتلاف الحكومي الحالي في المغرب، بشكوى إلى القضاء التمس فيها "إجراء بحث من أجل جرائم الوشاية الكاذبة والتبليغ عن جريمة خيالية وتوزيع تركيبة مكونة من شخص دون موافقته"، إلى 17 أكتوبر/ تشرين الأوّل المقبل. وهو التأجيل الثاني على التوالي، بعد جلسة أولى عقدت في 27 يونيو/ حزيران الماضي.
وفيما حضرت رئيسة التحرير السابقة لموقع اليوم 24، حنان بكور، إلى جلسة المحاكمة اليوم الاثنين، كان لافتاً غياب الطرف المشتكي حزب التجمع الوطني للأحرار ومحاميه.
وكانت الصحافية قد أعلنت عن تبلغلها استدعاء من المحكمة للمثول أمامها يوم 27 يونيو/ حزيران الماضي، على خلفية الشكوى التي رفعها ضدها حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد تدوينة نشرتها على موقع فيسبوك إثر وفاة السياسي المحلي عبد الوهاب بلفقيه، في سبتمبر/ أيلول 2021، في المستشفى جراء "إصابته بعيار ناري في منزله"، وفق بيان للنيابة العامة، أشار كذلك إلى العثور على مسدس بالقرب منه.
وأثار الخبر جدلاً في المغرب بين المقتنعين بفرضية الانتحار، وبين من شكّك فيها واعتبر أنّ بلفقيه قتل، نظراً لتعرّضه لمحاولات قتل في السابق، بحسب بعض الناشطين.
إثر ذلك كتبت حنان بكور تدوينة على "فيسبوك" استغربت فيها كيف قبلت رئيسة جهة (محافظة) كلميم واد نون، والعضو في الحزب، مباركة بوعيدة، أن تتمّ عملية انتخابها بينما "هناك زميلٌ لها بين الحياة والموت".
وتواجه باكور تهمة "بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة باستعمال الأنظمة المعلوماتية بقصد المساس بالحياة الخاصة للأشخاص أو التشهير بهم".
وردّت الصحافية على استدعاء المحكمة عبر "فيسبوك" قائلة: "السيد رئيس الحكومة وحزبه تركوا ارتفاع الأسعار وحنق البشر والحجر، ليركزوا على سياسة التخويف والتركيع لكلّ صوت لا يطرب ولا يصطف مع الكورال".
وأضافت: "سأقف أمام المحكمة ضدّكم وضدّ حزبكم الذي يريد أن يحجر عليّ وعلى حقي في التعبير... سأقف ضدّ سياستكم التي تسعى للتخويف ليسود الصمت. أنتم حزب له السلطة والمال… وأنا صحافية حرة".