تنقسم الآراء حول آلية التعاطي مع الكوارث الطبيعية في العالم العربي، ليس آخرها زلزال تركيا وسورية، الذي استعاد حركته مساء الإثنين الماضي، ما أثار الذعر والهلع في عدة مدن، بيروت أبرزها.
أسئلة كثيرة طُرحت حول كيفية تعامل المغنين العرب حصراً مع هذه الظاهرة، وكيفية العمل على المساعدة بداية، من السادس من فبراير/ شباط الماضي، حتى الحادي والعشرين منه؟ وهل فعلاً وصلت المساعدات المالية أو العينية التي حُكي عنها على صفحات خاصة تابعة للمغنين، ومن على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا يمكن الجزم بأن المساعدات وصلت، ما من هيئات مدنية وإنسانية صرحت عن أي مساعدة قدمها الفنانون العرب إلا قلة قليلة. شاهدنا مثلاً الناشط السوري ماجد العجلاني يستقبل عبوات الحليب الخاصة التي طلبها كتحدٍّ من الفنانة هيفا وهبي. ولبت الأخيرة طلبه على الفور، وأرسلت ألف عبوة بدلاً من 500. ورغم الانتقادات التي طاولت سيرين عبد النور حول عدم اكتراثها لطلب الناشط السوري نفسه منها 500 علبة حليب للأطفال، نُشر يوم الإثنين فيديو يؤكد إرسال عبد النور عبوات من الحليب، وتعليق من المنسقة للمساعدة بأن الطلب من دون أي وسيط تحقق ووصل إلى مستحقيه.
كانت سيرين عبد النور أطلقت قبل أيام إعلاناً لماركة وصبغة شعر جديدة، لتلقى مزيداً من الانتقادات حول توقيت نشر الإعلان، بينما عمليات الإنقاذ لا تزال قائمة في كل من سورية وتركيا.
وكذلك، واجه عدد من المغنين انتقادات واسعة بعد إحياء مجموعة حفلات، قال بعضهم إن ريعها سيخصص لمنكوبي سورية، لكن شيئاً من هذا لم يعلن، وظل متواتراً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وكان متابعون قد شنّوا هجوماً على المغنية الإماراتية أحلام، بعد إحيائها قبل أيام ما سُمي بالليلة "الماسية". قالت أحلام إنها قامت بواجبها تجاه المنكوبين في سورية وتركيا، فيما شنّ معجبوها حملة مركزة على المنتقدين، وذكروا فيها بأن أحلام قدمت المزيد من الأعمال الخيرية طوال حياتها، وقال آخرون إن الحياة يجب أن تُكمل مسارها.
كذلك انتقدت المغنية نانسي عجرم قبل يومين، بعدما نشرت شركة "تيفاني" للمجوهرات الإعلان الرسمي الذي تحضر فيه نانسي عجرم وهي ترتدي من دار المجوهرات الأميركية كوجه إعلاني لحملة ترويجية كبيرة، وتساءل ناشطون لماذا لم تؤخر تاريخ إعلان انضمامها إلى الشركة إلى أواخر الشهر الحالي، كنوع من احترام ضحايا الزلزال.
ولم تبتعد المغنية كارول سماحة عن عجرم وعبد النور، فأعلنت بعد أسبوع واحد من الكارثة عن قرب إطلاقها ألبوماً غنائياً جديداً، بعنوان "الألبوم الذهبي"، قالت إنه يتضمن مجموعة من قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، فيما رفض مدير أعمالها ماريو أسطة في اتصال مع "العربي الجديد" الإفصاح عن التفاصيل حول هذا الألبوم، معتبراً أنه سيشكل مفاجأة لجمهور كارول سماحة في الفترة المقبلة.
في هذا السياق، نتساءل: لماذا ينهمك الجمهور في ملاحقة هؤلاء الفنانين والمغنين، طالبين الاستغاثة منهم، وهم ليسوا أكثر من رجال وسيدات أعمال، والغناء ليس سوى سوق مقاولة بالنسبة إليهم؟