"بالدرجة الأولى ننشد في بعض المناسبات الدينية، مثلاً: رمضان، عيد المولد النبوي، رأس السنة الهجرية والإسراء والمعراج...وننتقي قصائد تناسب جميع الحالات" يقول أحمد المزرزع لـ "العربي الجديد".
الإنشاد يخاطب الروح، ومع الوقت تطور الإنشاد واتسع استعماله، وبات يدخل على الإنشاد كلمات تلائم مناسبات عديدة. ويضيف المزرزع "أساساً الإنشاد كان يعتمد على قصائد صوفية تحاكي الروح والغزل الإلهي، ومن ثم انتقل إلى ابتهالات، وهي نوع من المناجاة واستحضار الذنوب وطلب المغفرة من الله عز وجل، ثم انتقل إلى مرحلة مديح النبي وشرح صفاته وأخلاقه ومن ثم دخل على الإنشاد كلمات تحض على الحب والتآخي الاجتماعي ومساعدة المسكين".
في الإسلام هناك ما يسمى بــ"التجويد" وهو نوع من القراءة أو التلاوة يعتمد على مقام موسيقي معين، يستخدمه الشيخ خلال تلاوته القرآن. المقام الموسيقي هو جملة موسيقية تختلف بحسب توزيع النوتات الموسيقية على السلم الموسيقي.
كل مقام يبعث في قلب الإنسان إحساساً وحالة نفسية معينة، منها الحزن، الفرح، الغضب، العاطفة...إلخ. في مكة المكرمة مثلاً، يعتمد الشيخ مقام الحجاز وفي المدينة المنورة يعتمد الشيخ مقام البيات. من هنا نرى أنه داخل الدين الواحد ممكن أن يختلف المقام الموسيقي المستعمل في أداء الواجب الديني.
يعتمد المنشدون على دراسة الموسيقى لاختيار اللحن المناسب للكلمة المناسبة، بمعنى آخر تنسيق الإيقاع مع الكلمة، لإيصال الرسالة المطلوبة بطريقة واضحة وسلسلة تخاطب قلب المستمع. "عندما نقول ابتهال أو طلب مغفرة من الله، فهو يعتمد اللحن الحزين، مثلاً الآن النغمة الأكثر رومانسية واستعمالاً هي نغمة الكرد، بالإضافة إلى مقام الحجاز والنهوند، سابقاً كانوا يستعملون نغمة الصبا...نحن بحاجة لثقافة موسيقية كبيرة لننتج موسيقى صحيحة وكلمة واضحة تتناسق مع بعضها بعضاً".
هنا مقابلة مصورة مع المنشد أحمد المزرزع (تصوير ومونتاج زكريا جابر)، يحدثنا فيها عن تجربته ويعرفنا على الإنشاد الديني ونوع الموسيقى المستخدم في هذا الفن.