يغامر نجوم الدراما السورية في العمل ضمن المسلسلات المتوفرة داخل نطاق الدراما المحلية أو المشتركة، إلا أنّ خياراتهم لا تأتي دائماً وفق ما يتمنون أو ما ينتظر الجمهور منهم، فيدخل بعضهم ضمن حالة تعليب وتكرار قد تنعكس بشكل سلبي على صورة نجوميتهم وتأسرهم ضمن إطار لعنة الدور الواحد. وسبقَ لممثلات سوريات ولبنانيات أن أُطّرن بدور والدة البطل، وآخرهن السورية منى واصف والتي استثمر في حضورها ضمن مسلسل "الهيبة" لخمسة مواسم متتالية كعكاز للعمل على حساب صناعة نجومية لممثلين آخرين يتصدرون المسلسل ويسوق باسمهم. وهذه مجموعة من النجوم الذين يعانون من تأطير الدراما المشتركة لأدواتهم وباتت حظوظهم في بناء نجومية مستقرة أقل.
تيم حسن
انطلق الفنان السوري تيم حسن في أدائه بفرص اتسمت بالحظ الوفير، فتعرف عليه الجمهور ضمن مسلسلي "الزير سالم" و"ربيع قرطبة"، وتتالت بعدها الأعمال ليحقق انتشاراً واسعاً امتد من سورية إلى العالم العربي ويصبح الشاب "نزار قباني" في قصر "الملك فاروق" بين ليلة وضحاها.
وفي حين كانت آخر محطات حسن في الدراما السورية المحلية "أسعد الوراق"، التقطته الدراما المشتركة باكراً في بداية تشكلها وقدّم تيم حسن خلال العقد الأخير ما يقارب عشرة مسلسلات، كان أكثرها شهرة وجماهيرية "الهيبة"، إلا أنه نفسه علقَ في شباك المسلسل الجماهيري والاستثمار في نجاحه لخمس سنوات متتالية ما دفع طيفا كبيرا من الجمهور للسخرية من حالة استنساخ المسلسل، وتراجع أداء تيم بالتوازي مع ضعف النص، وعدم تماسك الخط الدرامي للأحداث، بسبب كتابة كل جزء بشكل منفصل وبأقلام أخرى.
وعندما حاول تيم التعويض عبر المشاركة في أعمال قصيرة مثل "العميد" و"أنا"، لم ينجح في تخطي الأثر الجماهيري لشخصية "جبل" في "الهيبة"، بل عانى أيضاً لإيجاد طريقة للخروج من أدوات شخصية "جبل" وطريقة كلامه وأسلوبه في الحركة.
ومع رهان محبي تيم حسن حول قدرته على العودة إلى الصفوف الأولى متى توفر النص المناسب لذلك، تعثر إنجاز مسلسل "الزبال" للكاتب السوري فؤاد حميرة للعام الثالث على التوالي، في حين تشير مصادر لــ"العربي الجديد" عن احتمال وجود حسن في مسلسل مشترك جديد لشركة "الصباح" ومن المقرر أن يمتد لعدة مواسم أيضاً، هذا مع تراجع حضور تيم حسن في الدراما المصرية بعدما اخترق السوق بقوة عند تجسيده سيرة حياة الملك فاروق.
قصي خولي
انتعش حضور الممثل السوري قصي خولي جزئياً ضمن الدراما المشتركة بعد سنوات من الإخفاق والوقوع في النمطية، فعاد خولي للجمهور بشخصية "صافي الديب" في مسلسل "2020"، وتمكن من صناعة حالة جماهيرية في نطاق الدراما المشتركة والأقرب إلى اللبنانية مع تراجع حصة الحضور السوري في العمل وإسقاط الأحداث على حي شعبي في بيروت.
الجمهور بدوره قاطع أداء خولي مع شخصيات سابقة قدمها في الدراما السورية مثل "جابر" في "الولادة من الخاصرة" و "سامر البسطاط" في "غزلان في غابة الذئاب"، وتفاءل البعض بإمكانية عودة خولي الذين وجدوا فيه نجماً قادراً على الانتقال ببراعة بين الشخصيات الشعبية والثرية دون أن يترك فجوة في ذلك.
لكن رحلة خولي للوصول إلى "2020"، لم تكن سهلة فقد تعثر في تقديم شخصية الشاب العاشق اللعوب في مسلسل "جريمة شغف" وتعرض لانتقاد واسع على طريقة الأداء، ولم يساعده الإنتاج الرديء لسيرة حياة الخليفة العباسي "هارون الرشيد" من التأثير عربياً رغم أهمية الشخصية ودورها المحوري.
في الوقت ذاته لم يستطع خولي العبور إلى السوق المصرية والمنافسة هناك رغم عدة محاولات، فتأطر بالدراما المشتركة لصعوبة العمل في الداخل وعدم توفر الأجور والنصوص المناسبة، وحاول العودة لتثبيت مواقعه قبل عامين في مسلسل "خمسة ونص" ليجد أن التسويق اتجه لصالح مواطنه معتصم النهار وبطلة العمل نادين نجيم بالدرجة الأولى.
باسل خياط
حظي الفنان السوري باسل خياط بعدة فرص ضمن نطاق الدراما المشتركة، واستطاع خلال سنوات الحرب السورية رغم انقطاعه عن الدراما المحلية من الحضور في أعمال داخل لبنان ومصر، صانعاً لنجومية متوازنة أثمرت في مسلسل "30 يوم" إلى جانب الفنان المصري آسر ياسين والذي اعتبره النقاد نقطة تحول في مسيرة خياط المهنية، من جانبه أثبت خياط حضوره في الدراما المشتركة ضمن مسلسل "تانغو" قبل أن يدخل في متاهة التنميط فجاء مسلسل "الكاتب" أقل أثراً من الناحية الجماهيرية والفنية، كما لم يترك وقعاً لدى الجمهور عند عرض مسلسل "عهد الدم" من إنتاج منصة "شاهد".
وقبل عام عاد الجدل حول خيارات خياط مجدداً لا سيما بعد تعثر إتمام مسلسل "النحات" والخلافات التي رافقت تنفيذ المسلسل تزامناً مع حالة الإغلاق العام في لبنان جراء فيروس كورونا، فجاء العمل مبتوراً وتم منتجة مشاهد عديدة لباسل خياط مع الحديث عن جزء ثان يكمل الحكاية من دون حدوث ذلك.
بعدها أعلن المنتج مفيد الرفاعي عن وجود باسل خياط في قائمة أبطال مسلسل "ظل"، لكن الأخير طالب بتعديلات على النص وتراجع بعد ذلك عن البطولة منسحباً بشكل مفاجئ وسط خسائر مستمرة للمنتج، وانتقل خياط إلى مصر ليشارك الممثلة يسرا بطولة مسلسل "حرب أهلية" لكن نتائج العمل جاءت دون التوقعات، فلم يتمكن المسلسل من منافسة نجاح "خيانة عهد" قبل عام، كما لم يظهر خياط بالأداء المطلوب ليعيد موقعه للصدارة مجدداً.
عابد فهد
لعل الفنان السوري عابد فهد من الأكثر تأثراً في نمطية الدراما المشتركة، بعد سنوات من العمل خارج سورية والتنقل بين مشاريع عربية عديدة إلا أنّه وفي العامين الفائتين صنع حالة مترهلة من الحضور عبر مسلسلي "الساحر" و"350 جرام"، ما جعل فهد في موقع حرج للبحث عن مسلسل يعيد توازن حضوره بعدما قدم في عام 2019 دورين مهمين للغاية في مسلسلي "عندما تشيخ الذئاب" و"دقيقة صمت"، وذلك على الرغم من معرفة الجمهور السوري والعربي بإمكانيات فهد وقدرته على ارتداء شخصيات نافرة.