كشف دراسة أُجريت في الدنمارك، ونُشرت في وقت سابق من هذا العام في دورية Science of the Total Environment، أن نحل العسل يجمع الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بسبب الشعر على جسده.
وبينما يشق نحل العسل طريقه عبر العالم، يلتقط أجزاء منه على طول الطريق. النحل مغطىً بشعر يحمل جزيئات صغيرة تجمعها النحلة عن قصد أو تصادفها ببساطة في رحلاتها اليومية.
وتصبح هذه الشعيرات مشحونة إلكتروستاتيكياً في أثناء الطيران، ما يساعد على جذب الجسيمات. حبوب اللقاح هي المادة الأكثر وضوحاً التي تعلق في هذه الشعيرات، وكذلك بقايا النباتات والشمع وحتى أجزاء النحل الأخرى.
ولاحظ العلماء في تشيلي والأرجنتين وكندا والولايات المتحدة أن النحل يجمع القطع من الأكياس والتعبئة والتغليف والمواد البلاستيكية الأخرى ويضعها في بيوته.
وفي دراسة الدنمارك، جمع العلماء آلاف النحلات الإناث العاملة من 19 منحلاً. جمدوها لقتلها بشكل رحيم، ثم غُسلت ودُعكت لإزالة الجزيئات الملتصقة بأرجلها وأجسادها. وباستخدام المجهر وضوء الأشعة تحت الحمراء، فُرزَت الجسيمات حسب الحجم والشكل ونوع المادة.
خمسة عشر في المئة من الجسيمات المستعادة كانت عبارة عن لدائن دقيقة، بينها 52 في المئة من الشظايا و38 في المئة من الألياف.
وكان البوليستر هو الألياف السائدة، يليه البولي إيثيلين والبولي فينيل كلوريد، كذلك يلتقط النحل ألياف القطن الطبيعي.
وقدّم نحل المدينة أعلى نسبة من المواد البلاستيكية الدقيقة، كما هو متوقع، نظراً لأنّ من المعروف أن المناطق الحضرية تحتوي على أعلى كثافة من المواد البلاستيكية الدقيقة.
لكن كانت المفاجأة أن أعداد المواد البلاستيكية الدقيقة على النحل في الضواحي والريف لم تكن أقل بكثير. يقول العلماء إن هذا يشير إلى أن تشتت الرياح يؤدي إلى تساوي تركيز اللدائن الدقيقة على مساحات كبيرة.
ونقلت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" عن أستاذ الهندسة الكيميائية في جامعة الكالا في مدريد وأحد مؤلفي الدراسة، روبرتو روسال، أنه "كنت أتوقع المزيد من النحل النظيف في الريف مقارنة بوسط كوبنهاغن، لكن الحركة العالية للجسيمات البلاستيكية الصغيرة تقدم تفسيراً لذلك".
وفي دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام في مجلة المواد الخطرة، سعى العلماء في الصين إلى تقييم المخاطر المحتملة التي تشكلها المواد البلاستيكية الدقيقة على نحل العسل.
وأطعم العلماء نحل العسل البلاستيك البوليسترين لمدة أسبوعين، ووجدوا أنه أحدث تغييرات في الأمعاء جعل العلماء يخلصون إلى أن البلاستيك يسبب للنحل مخاطر صحية كبيرة.