يؤمن الفنان اليمني ضرار الخامري (29 عاماً) بأنّ الفن رسالة، ولا معنى لقيمة الفن إذا لم يُسخَّر لخدمة الناس، والتعبير عن قضاياهم، ليكون الفنان هو صوت جمهوره المعبر عنهم، وعن مكنوناتهم.
رحلة الخامري مع عزف العود والغناء تمتاز بالغرابة والطرافة، فقد عشق العود الذي لم يكن بمتناوله، ما دفعه إلى أن يصنع عوداً بأدوات بسيطة.
يقول ضرار الخامري لـ"العربي الجديد": "منذ الصغر وأنا متيّم بآلة العود وتقاسيمه، تسحرني جداً هذه الآلة الموسيقية، ويشجيني صوتها، وكان امتلاك عود وتعلّم العزف عليه يمثّل لي حلماً، ولذا فقد لجأت إلى صناعة عود بأدوات بسيطة حيث استخدمت علبة زيت فارغة وخشبة لحمل الأوتار، وعلى هذه العلبة التي تصدر صوتاً مشابها لصوت العود بدأت دندناتي الأولى في عالم الفن، وتعلمت العزف".
يضيف الخامري: "بعد صناعة العود بالأدوات البسيطة بدأت بمداعبة الأوتار من أجل الإمساك بأول لحن معروف، حيث بدأت بمحاولة غناء أغاني فنانين يمنيين أحبهم وأحب أغانيهم، مثل الفنان أيوب طارش، وعلي السمة، وعلي الآنسي، والمرشدي، والحارثي، وغيرهم، وبالممارسة وجدت نفسي أتقن بعض الأغاني، وبالممارسة أكثر وجدت نفسي أجيد العزف".
بالإصرار والممارسة تعلّم ضرار الخامري العزف على آلة العود اليدوية التي صنعها بنفسه، ولجأ بعدها إلى التعليم الذاتي لإتقان علم الموسيقى، إذ تعلم السلم الموسيقي والمقامات الصوتية وقراءة النوتات، ونمَّى ثقافته الموسيقية التي أهّلته بعد ذلك لابتداع ألحان خاصة، وليحصل بعد ذلك على أول عود حقيقي عبارة عن هدية من أحد أصدقائه المندهشين بقدرته على العزف.
فن في خدمة المجتمع
نذر الخامري فنّه لخدمة المجتمع، فهو يغني في أعراس الأصدقاء، وفي الجلسات الشبابية الخاصة، كما يعني لخدمة القضايا المجتمعية والسياسية في البلد الذي يعاني من ويلات الحرب منذ أكثر من تسع سنوات.
كهرباء تعز المقطوعة منذ تسع سنوات تُعَد من أهم القضايا التي يتناولها ضرار الخامري في أغانيه، مطالباً السلطة المحلية في تعز بتحمل مسؤوليتها وإعادة تشغيل الكهرباء التي تعد من أهم الخدمات العامة للمواطنين، وفي هذا يغني الخامري:
أربع سنين وأربع وهذي يا عذابي التاسعة
والكهرباء طافئ وأجزاء المحول ضائعة
إلى متى شبقي بهمي وعيوني دامعة
بيني وخلق الله فجوة والفوارق شاسعة
تعز سنين طافئ وسلطة للتجاري رافعة
ما في أمل منها ولا هي للمواطن نافعة
لا ينحصر إبداع ضرار الخامري في الغناء، بل في التلحين أيضاً، حيث انهمك بتلحين بعض الأغاني ذات الطابع الوطني، فهو فنان يحمل على عاتقه مشروعاً وطنياً بحجم اليمن الكبير.
وللفنان الخامري أغانٍ وطنية عدة تتغنى بالهوية اليمنية في مواجهة الطائفية والسلالية والكهنوت، وأبرز هذه الأغاني "وضعنا النقاط برسم الحروف"، وأغنية "قف شامخاً أنت الثبوتُ"، و"يا مسند الأجداد"، و"قف شامخاً" و"هذه اليمن لأقيالها".