استمع إلى الملخص
- يتبع بايدن استراتيجية إعلامية محافظة بعقد قليل من المؤتمرات الصحفية ومقابلات نادرة، في وقت تظهر استطلاعات الرأي تحديات في الانتخابات المقبلة، خاصة في الولايات المتأرجحة.
- استطلاع للرأي يكشف تراجع تأثير الإعلام التقليدي وتحول الأمريكيين للحصول على معلومات من مصادر أخرى مثل فوكس نيوز وفيسبوك، مما قد يؤثر على الحملات الانتخابية وتفاعل الناخبين مع السياسة.
يظهر الرئيس الديمقراطي جو بايدن غضباً متزايداً تجاه الصحافيين، وصار في الآونة الأخيرة يكثّف من تعليقاته اللاذعة لوسائل الإعلام.
ويواجه بايدن الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب الساعي للوصول إلى سدة الرئاسة لولاية ثانية في الانتخابات التي ستقام في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وردّ مؤخراً خلال مغادرته الكنيسة على مراسل سأله ببساطة كيف قضى يومه قائلاً: "صليت من أجلكم جميعاً. أنتم في حاجة إلى المساعدة". ثمّ تذمّر من الإعلام مجدداً، الخميس الماضي، في مؤتمر صحافي مع نظيره الكيني ويليام روتو، قائلاً: "أنتم (في إشارة للصحافيين) لا تلتزمون بكلمتكم أبداً".
وكان صحافي قد وجه سؤالاً إلى بايدن عن الوضع في هايتي والحرب في غزة. وكان الرئيس الأميركي قال سابقاً إنه لن يجيب إلا عن "سؤال واحد"، وانتهى به الأمر بالإدلاء بتعليق مقتضب على الوضع في الشرق الأوسط.
وينتقد الفريق الانتخابي للرئيس الديمقراطي وسائل الإعلام لتقليلها من خطر دونالد ترامب على الديمقراطية، ولاهتمامها بسن بايدن أكثر من سجله الاقتصادي الذي يعتبر جيداً نسبياً.
وبعيداً عن مهاجمة وسائل الإعلام المحافظة فحسب، فقد طور معسكر بايدن عداءً خاصاً تجاه صحيفة ذا نيويورك تايمز، المحسوبة على يسار الوسط. هاجم متحدث باسم حملة بايدن الصحيفة بعد أن قامت في فبراير/ شباط الماضي بتفنيد بعض تأكيدات بايدن حول الاقتصاد، قائلاً: "من يغض الطرف عن أكاذيب دونالد ترامب؟ نيويورك تايمز!". مع العلم أن بايدن لم يهاجم أبداً الصحافة بحدة مثل سلفه ترامب.
بايدن بعيدٌ عن الإعلام
بينما يقوم ترامب (77 عاماً) بالاقتراب من أي منصة للحديث، يبتعد جو بايدن عنها، ولا يعقد الرئيس سوى عدد قليل جداً من المؤتمرات الصحافية الكبرى، ونادراً ما يجري مقابلات، ولا يعقد أي حوارات غير رسمية خلال رحلة طويلة بالطائرة. حتى وقت قريب، كان يجيب أحياناً عن سؤالين أو ثلاثة أسئلة قبل ركوب طائرته المروحية مغادراً البيت الأبيض، ومن ثم توقف ذلك مؤخراً، إذ صار يتوجه إلى مروحيته محاطاً بمجموعة من المستشارين.
ويأتي هذا الغضب والتذمر مع استطلاعات رأي غير مشجعة للانتخابات، إذ تظهر العديد من استطلاعات الرأي أنه يواجه صعوبة في مواجهة دونالد ترامب، ليس بالضرورة في نوايا التصويت العامة، ولكن في "الولايات المتأرجحة" السبع، التي من المتوقع أنها ستحسم نتيجة الانتخابات.
ويشكك الرئيس في استطلاعات الرأي قائلاً: "من الصعب إجراء استطلاع عقلاني هذه الأيام (...) عليك إجراء العديد من المكالمات الهاتفية قبل الوصول إلى شخص ما". من ناحية أخرى، يقوم بتحليل هذه الاستطلاعات نفسها بحثاً عن إشارات إيجابية، ويكرر لمؤيديه "الصحافة لا تتحدث عن ذلك، ولكن من الواضح أن الديناميكيات في مصلحتنا".
وفي مقابلة نشرتها مجلة ذا نيويوركر بعنوان "هل تسير حملة بايدن على أمل كاذب؟"، يعبّر الخبير الاستراتيجي الديمقراطي سيمون روزنبرغ عن تفاؤله بحظوظ الرئيس الحالي. بحسب المحلل في مقطع فيديو نشر الخميس، فإنه لا يوجد استطلاع حتى الآن، مهما كان إيجابياً، يضمن لدونالد ترامب حصوله على 270 ناخباً وهو الرقم اللازم لتحقيق النصر النهائي.
يقول سايمون روزنبرغ عن الجمهوريين "نحن لسنا في المكان الذي نود أن نكون فيه، ولا يزال أمامنا الكثير من العمل"، ولكن "بلا شك أفضل أن أكون في مكاننا بدلاً من مكانهم".
ويأتي غضب جو بايدن من وسائل الإعلام التقليدية في وقت تراجع تأثيرها على الناخبين. قال استطلاع أجرته جامعة ميريلاند في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ونشرته صحيفة ذا واشنطن بوست إن 14% من الأميركيين يحصلون أولاً على معلوماتهم من مصادر أخرى غير التلفزيون أو الراديو أو الصحف.
وجاءت قناة فوكس نيوز المفضلة لليمين الأميركي كالقناة المفضلة لـ13% من الذين شملهم الاستطلاع، ثم قنوات التلفزيون المحلية (12%)، وشبكة سي أن أن (8%) ومن ثم "فيسبوك" (7%). في حين أتت الصحافة المكتوبة في موقع متأخر، ولم تنل صحيفة ذا نيويورك تايمز سوى 5% فقط من المستطلعة آراؤهم.
(فرانس برس)