ينتهي برنامج "سعودي أيدول" قريباً بتتويج الفائز. هذه المرة، أرادت الهيئة العامة للترفيه السعودية زيادة الجرعة لدى بعض المواهب المحلية حصراً، ومنحها فرصة للخروج إلى الضوء، مستغلة شهرة ونجاح البرنامج، بعدما عرض لسنوات على شاشة MBC، وخرّج أسماء تحولت مع الوقت إلى نجوم في الغناء، لكن الواضح أن التجربة السعودية في حصر البرنامج بجنسية واحدة قللت من نسبة المشاهدة عربياً، ولو أنها لاقت الرواج داخل المملكة وبعض المتابعة في دول الخليج العربي.
تعمل فضائية MBC، بالاتفاق مع الهيئة العامة للترفيه حالياً، على إنتاج نسخة جديدة من برنامج "ذا فويس". الواضح أن هذه النسخة لن تنحصر بالضرورة على المواهب السعودية، بل سيعمل المنتجون على تنفيذ هذه النسخة كالعادة، وكما عُرض البرنامج لسنوات، من خلال لجنة مدربين تضم فنانين من جنسيات مختلفة، إضافة إلى ورود اسم المنتج المصري محسن جابر، ليكون أحد المدربين. لكن ذلك غير مؤكد، إذ يعمل صانعو البرنامج على كيفية صياغة الفكرة وتنفيذها داخل الرياض، لتحديد موعد انطلاق النسخة الجديدة من البرنامج، واختيار المواهب التي ستتبارى للفوز بلقب "أفضل صوت".
من الواضح أن بريق هذا النوع من البرامج بدأ يخفت تدريجياً، لأسباب كثيرة، منها حضور المدربين ولجنة التحكيم بقالب محضر سلفاً، وانكشاف لعبة المشاكل المفترض أن تبرز في هذا الإطار وعلى الهواء مباشرة. لا شك في أن لعبة المغنية أحلام وزميلها راغب علامة، في بدايات "أراب أيدول" (فضائية MBC أيضاً) تحولت إلى أساس يقوم عليه البرنامج. خلافات مصطنعة، وعناوين صحافية تزيد جرعة الإثارة بهدف الترويج للبرنامج، وهو أمر لم يعد يهم المشاهد الذي أدرك معنى اللعبة المملة والمكررة في كل موسم من هذا العرض التلفزيوني. وعلى الطريقة نفسها، جاء حضور المغني ماجد المهندس في الموسم الأخير من "سعودي أيدول"، إذ ظهر الفنان العراقي بوجه متكلف، معتمداً على أسلوب المدح لزميلتيه أحلام وأصالة، وحتى في تعليقه على المواهب التي جاءت تختبر نفسها، فكان التصنع بطل معظم الحلقات التي عرضت، وتحول البرنامج خلال أسابيع إلى عرض ممل، ما خفض نسبة المشاهدات.
ويبدو أن هذا الأمر يمثّل دافعاً للفضائية كي تستعيد الطريقة القديمة في تقديم أصوات عربية بدلاً من اقتصار البرنامج على مواهب محلية. قبل سنوات، تُوج الفنان الفلسطيني محمد عساف مغنياً يمتلك كافة مقومات النجاح في برنامج "أراب أيدول". يومها، تداعى المتابعون على المواقع البديلة منذ الحلقة الأولى، بهدف خروج عساف متبارياً في البرنامج، حتى يوم تتويجه باللقب، كأول فنان فلسطيني يحمله.
كل تلك النجاحات تحولت مع الوقت إلى حلقة عادية، أو مفرغة، ربما بسبب ما ذكر آنفاً. ويبدو أن السياسة الجدية لقيادة هذا النوع من البرامج ستعود إلى سابق عهدها، في بعث النمط الأول لبرامج المواهب كنوع من التقليد، تستعيد من خلاله نسبة الجمهور المتابع. وقد تشهد الأشهر المقبلة إعلانات عن بدء العرض، وإنتاج برامج هواة قديمة بنفس جديد، ربما عبر الاستفادة من كثرة التجارب في السنوات الماضية.