بطولة يورو 2024: الشركات الألمانية تغزو الإنترنت

13 يونيو 2024
تميمة البطولة ألبرت أمام بوابة براندنبورغ في برلين، 24 إبريل 2024 (أود أندرسن/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يورو 2024 يوفر للشركات الألمانية فرصة لتسويق منتجاتها عبر "تيك توك" و"إنستغرام"، مستغلة الحدث لإطلاق حملات إعلانية تستهدف الجمهور العالمي، بالتركيز على علامات كبرى مثل "أديداس".
- الرعاة مثل "دويتشه بان" يبتكرون في الترويج بمبادرات كتوفير مقاعد إضافية وتذاكر للمباريات، وتفاعلات مباشرة مع الجمهور لتعزيز الصلة بين المنتجات والمستهلكين.
- استراتيجيات تسويقية تفاعلية وعاطفية تستخدم وسائل التواصل لبناء علاقات طويلة الأمد وتعزيز الوعي بالعلامة التجارية، مما يسهم في تحقيق نتائج مرضية وتعزيز الثقة بالعلامات.

توفّر بطولة الأمم الأوروبية (يورو 2024) المقرر أن تنطلق مبارياتها في 14 يونيو/ حزيران الحالي، فرصة ممتازة على مدار شهر كامل للشركات الألمانية من أجل تسويق منتجاتها وسلعها، مع تحوّل منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"إنستغرام" وغيرها إلى أهم الطرق لاستقطاب الجمهور من خلال التوقيت المناسب وعبر حملات إعلانية ناجحة لأكبر العلامات التجارية في العالم.

اعتمدت العديد من الشركات الألمانية استراتيجيات فاعلة للتسويق عبر مواقع التواصل خلال البطولة، وهو ما برز في الحملات الترويجية المكثفة التي أطلقتها ثماني شركات رسمية ترعى البطولة، وأهمها "أديداس" للثياب والمعدات الرياضية وسلسلة مراكز التسوق "ليدل" و"بيتبرغر" المصنعة للجعة، إضافةً إلى شركة السكك الحديدية والنقل "دويتشه بان"، و"تليكوم" للاتصالات و"إرغو" للتأمين.

وأطلقت "دويتشه بان" حملتها الترويجية في إبريل/ نيسان الماضي تحت شعار "فريق واحد"، وبحسب الشركة فإنّها ستوفر 14 ألف مقعد إضافي لرحلاتها في كل يوم مباراة على متن 14 قطارا مخصّصة لجماهير البطولة يومياً، كما لفتت إلى أن أكثر من 50 ألف شخص حصلوا على تذاكر خاصة بالألعاب الأوروبية، فضلاً عن توفير بطاقات بأسعار مخفضة للاستخدام من 32 دولة.

أما شركة ليدل فمنحت أكثر من 1100 طفل من جميع الدول الأوروبية التي تملك فروعاً فيها الفرصة ليحصلوا على فرصة مرافقة اللاعبين إلى أرض الملعب قبيل انطلاق المباريات، إضافةً إلى العديد من الأنشطة للجماهير المحلية. كذلك، وزّعت الشركة أكثر من 10 آلاف تذكرة لحضور المباريات بين زبائنها في ألمانيا عبر تطبيق ليدل بلاس، وكل ذلك بهدف التقريب بين الرياضة والمشجعين وتحقيقاً لشعار "كرة قدم للجميع، تماماً مثل منتجاتنا"، بحسب الشركة.

شركة بيتبرغر لصناعة البيرة التي تسعى لتحقيق مبيعات مرتفعة خلال البطولة أطلقت واحدة من أكبر الحملات الترويجية الخاصة، والتي تغطي جميع قنوات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وأجرت سحوبات على أكثر من 10 ملايين جائزة، بما في ذلك رحلات لمشاهدة نهائي البطولة.

فيما اختارت "أديداس" للملابس الرياضية عبارة "لوف فوتبول" شعاراً لحملتها الإعلانية خلال البطولة. مع العلم أنّ الشركة ستقدم الكرة التي ستلعب بها المباريات، إضافةً إلى رعايتها قمصان عدد من المنتخبات المشاركة مثل ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا واسكتلندا. تسعى "أديداس" لتوسيع علامتها التجارية في جميع أنحاء العالم، خاصةً مع التوقعات بأن تزيد بطولة يورو 2024 الطلبات على الكرات والقمصان الرياضية.

بينما تهدف "تليكوم" من خلال رعايتها للبطولة إلى ضمان مبيعات أعلى وزيادة عدد المشتركين في خدمتها للإنترنت بواسطة الألياف الضوئية، إضافةً إلى كسب مشتركين جدد في "ماغينتا تي في" الذي سيبث جميع مباريات البطولة.

سعت الشركات الألمانية إلى تحديد الفئات المستهدفة والجدوى الاقتصادية من حملاتها، وإنشاء محتوى إبداعي وعاطفي سعياً إلى التفاعل مع المشاركين، مع مراعاة الجوانب القانونية عند التحضير للحملات الإعلانية لتجنب المشاكل المحتملة من خلال العناصر الترويجية.

بحسب متخصصين في استراتيجيات التسويق على الشبكة، فإن التركيز على وسائل التواصل يعود لكونها تحمل مزايا عناصر ترويجية واضحة من خلال المحتوى الجذاب لخلق إعجاب لدى المستهلك، وهي عملية ومسلية وتخلق تواصلاً عاطفياً مع العلامة التجارية، وفي الوقت نفسه تظهر أن الشركات تتكيّف مع احتياجات واهتمامات عملائها.

وتنسجم هذه النقاط مع ما أبرزه موقع فوسبل بلانر، من أن الترويج عبر الشبكة له تأثيرات على سلوكيات الشراء، لاسيّما وأن تفاعل الناس مع المنصات صار أكبر وأشمل في العامين الأخيرين، وعادةً ما تتم جدولة الإعلانات على "غوغل" و"فيسبوك". لكن ذلك لا يعني الاستغناء عن الترويج لبضاعتها في الأماكن العامة المخصصة لمشاهدة المباريات أو للجمهور المتواجد في الملاعب أو حتى في المعارض التجارية.

وحرصاً على تحقيق النتائج المرضية، أبرز الموقع أيضاً أنّه يتعين على الشركات الاهتمام بالصياغة الصحيحة والتصميم المناسب للإجراءات الإعلانية لتتكيّف مع الفئة المستهدفة من العملاء، ولكي يشعر المستخدمون بالارتباط بالعلامة التجارية.

وبحسب متابعين فإنّ الشركات لجأت لاتباع أحد الجوانب المهمة للتسويق عبر المنصات خلال البطولة، وهو رسم وتحديد إطار للمجموعات المستهدفة والمتابعة والانفتاح على الحوار النشط معها، وكل ذلك يساهم في بناء علاقة أوثق مع الجمهور.

ورأى مطلعون على مجال التسويق عبر الإنترنت أن أحد الجوانب المهمة للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال بطولة يورو 2024 التواصل مع المتابعين. بدلاً من مجرد نشر المعلومات أو الإعلانات، يجب أيضاً التركيز على التفاعل معهم والإنصات للملاحظات بغية تحسين نوعية المنتج وفهم احتياجاتهم بشكل أفضل، وطبعاً لزيادة انتشار وتسويق المنتج.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

من جهة ثانية، يمكن للشركات استخدام الأسئلة والاستطلاعات والمناقشات المحفزة للحصول على آراء وتجارب عملائها، مع الحفاظ على الاحترام والود في التواصل، وبالتالي أن تقدم نفسها كشريك متفهم وكفء خصوصاً في المناسبات المشحونة عاطفياً مثل بطولات كرة القدم. وهذا في صلب عمل الشركات التي تسعى لتعزيز الثقة والوعي بالعلامة التجارية وعلاقة طويلة الأمد مع العملاء.

كذلك، تسعى الشركات الراعية للاستفادة على المدى الطويل من الآثار الإيجابية للتسويق الناجح عبر هذه الوسائل خلال إقامة بطولة يورو 2024 في ألمانيا، وتمييز نفسها عن المنافسين الآخرين بشكل فعال بين العملاء، ممّا يجعلها حاضرة بقوة ضمن المجموعات المستهدفة لفترة أطول في العالم الرقمي سريع الحركة.

المساهمون