سيصدر كتاب بوب ديلان خلال الخريف المقبل، وهو مجموعة من أكثر من 60 مقالاً حول أغنيات وكاتبي أغنيات يكنّ لهم الإعجاب، من ستيفن فوستر (1826 ــ 1864) إلى إلفيس كوستيلّو (1954).
الكتاب الجديد "فلسفة الأغنية الحديثة" The Philosophy of Modern Song هو إصدار بوب ديلان الأول لمواد جديدة منذ نشره المذكرات الشهيرة "سجلات، المجلد الأول" Chronicles, Volume One عام 2004. ومن المقرر صدور "فلسفة الأغنية الحديثة" في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفي بيان لدار النشر "سيمون أند شوستر" الثلاثاء، أشارت إلى أن ديلان في كتابه المرتقب "يحلّل ما يسميه فخ القوافي السهلة، ويشرح كيف أن إضافة مقطع لفظي واحد يمكن أن يضعف الأغنية، ويفسر ارتباط موسيقى بلوغراس بالهيفي ميتال".
وأضافت "سيمون أند شوستر": "على الرغم من أن المقالات تدور ظاهرياً حول الموسيقى، إلا أنها في الحقيقة تأملات وخواطر عن حالة الإنسان. في الكتاب ما يقرب من 150 صورة منتقاة بعناية، بالإضافة إلى سلسلة من النغمات الشبيهة بالأحلام التي ــ مجتمعة ــ تشبه قصيدة ملحمية".
فاز المغني وكاتب الأغنيات الأميركي بوب ديلان (80 عاماً) بجائزة نوبل للأدب عام 2016، "لأنه ابتكر تعابير شاعرية جديدة داخل التقليد الغنائي الأميركي العظيم"، وفقاً للأكاديمية السويدية التي تمنح هذه الجائزة. ونشر ألبومه الأخير الـ 39 الذي حمل عنوان "راف أند راودي ويز" Rough and Rowdy Ways في صيف عام 2020.
في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن ديلان بيع حقوق كامل مجموعاته الموسيقية المسجلة إلى "سوني"، في واحدة من سلسلة صفقات بيع لحقوق المجموعات الموسيقية استحالت أصولاً ثمينة في زمن البث التدفقي.
الاتفاق شمل 39 مجموعة موسيقية أُنتجت على مدى نحو ستة عقود لمغني موسيقى الفولك والكانتري، منذ أول ألبوم يحمل اسمه سنة 1962. وأبعد من أغنيات ضاربة مثل "لايك إيه رولينغ ستون" Like a Rolling Stone و"تانغلد أب إن بلو" Tangled Up in Blue و"جاست لايك إيه وومان" Just Like a Woman، غطت الصفقة أيضاً حقوق "الإصدارات المستقبلية الجديدة" لأغنيات ديلان.
ولم تعلن قيمة الصفقة، غير أن مواقع متخصصة في القطاع الموسيقي، مثل "بيلبورد" و"فرايتي"، قدّرتها حينها بأكثر من 200 مليون دولار أميركي.
وكان بوب ديلان، الأسطورة الموسيقية الحية وكاتب نصوص ملتزمة ضد الظلم الاجتماعي والحرب والعنصرية والعبودية، قد طبع القطاع الموسيقي نهاية 2020، من خلال تخليه عن مجمل حقوقه كمؤلف (وهي مختلفة عن حقوق التسجيل المبيعة إلى سوني)، إلى مجموعة عملاقة أخرى هي "يونيفرسال"، في صفقة قُدرت قيمتها حينها بـ 300 مليون دولار أميركي.
وفيما تتيح حقوق المؤلف تقاضي إيرادات مالية عن بثّ أي عمل على الإذاعات أو عبر خدمات البث التدفقي وعلى مبيعات الألبومات أو استخدامها في فيلم أو إعلان، يبقى لحائزي حقوق التسجيل الحق في أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون إعادة إصدار نسخ مقبلة.
يذكر أن قطاع الإنتاج الموسيقي عانى مرحلة صعبة خلال العقد الأول من القرن الحالي، لكنه استعاد زخمه بفضل خدمات البث التدفقي التي تشكل مصدر دخل رئيسياً لحائزي حقوق المجموعات الموسيقية.