يترأس الأميركي بيت دكْتر (1968) "استديوهات بيكسار للتحريك" منذ 5 أعوام. مخرج Monsters Inc. عام 2001 (مع ديفيد سيلفرمان ولي أونكريك)، وInside Out عام 2015 (مع رونّي دل كارمن)، وSoul عام 2020 (مع كيمب باورز)، يفوز بـ"أوسكار" أفضل تحريك، عام 2010، عن Up، الذي أنجزه عام 2009 مع بوب بيترسن.
في حوار مع كارولين جارْدينا ("ذو هوليوود ريبورتر"، 25 فبراير/شباط 2023)، يقول دكْتر إنّه يرغب في الاستمرار في مواجهة التحدّيات المختلفة، "بوسائل أتمنّى أنْ تستفيد من أشياء يتردّد صداها مع الجمهور". يُضيف أنّ "السهل (عامةً) كامنٌ في فعل شيءٍ مختلف، فقط من أجل الاختلاف. لكنّ الصعب حقّاً فعل شيءٍ مختلف لا يزال يتّصل بالناس، وهم يريدون مشاهدته، لكنّهم غير مشاهديه سابقاً. هذا الجزء صعبٌ (للغاية)".
في ذروة الحملة الترويجية لـElemental لبيتر سون (إنتاج "بيكسار"، 2023)، يلتقي دكْتر صحافيين سينمائيين، بينهم الفرنسي غايل غولهِن، الذي يحاوره في شؤون مختلفة، والحوار منشور في العدد الأخير (يوليو/تموز ـ أغسطس/آب 2023) لـ"بروميير" (مجلة سينمائية شهرية فرنسية)، بدءاً من أحوال "بيكسار" منذ تسلّمه إدارتها: "أمور كثيرة حاصلةٌ في 5 أعوام. جميعنا نخرج من فترة مُعقّدة. هناك يقظة ضمائر. "يقظة اجتماعية" ضرورية لتحريك الخطوط". يعترف بأنّه، في البداية، غير واعٍ، ولو قليلاً، الاضطراب الذي يهزّ العالم، مع تفشّي كورونا، والإفرازات الناتجة منه، والمسائل الكثيرة التي تعيشها هوليوود منذ أعوام. يقول إنّه قادمٌ من مينيسوتا، حاملاً معه "سؤال التنوّع"، لذا، فالأهمّ بالنسبة إليه "البحث عن كيفية منح الكلام لأصواتٍ مختلفة".
معروفٌ أنّ غالبية أعضاء "بيكسار" رجالٌ بيض البشرة، يتحدّرون من المدرسة نفسها، CallArts. هذا دافعٌ له إلى أولوية "فتح النوافذ"، رغم أنّ فعلاً كهذا سيُنتج "الجيّد والأسوأ". اليوم، "هناك أكبر تنوّع في الفريق، في المناصب الأساسية لعملية الخلق والابتكار، وفي مجلس الشركة. عند تفشّي كورونا، كان علينا تغيير أساليب شغلنا. أفلام كثيرة مُنجزة "عن بُعد"، ما يُظهر فوائد عدّة. لكنّ هذا حاصلٌ أيضاً على حساب العمل الجماعي. إنّها فترة مفصلية، ومعقّدة للغاية".
في لقاءات عدّة سابقة، يؤكّد بيت دكْتر ضرورة أنْ يتحدّث الفنّ عموماً، والتحريك خصوصاً، عن واقع مرحلة، مشيراً إلى أنّ هناك 20 فيلماً مصنوعاً بـ"تناغم حقيقي". يتذكّر أصدقاءه أندرو ستانتن وبراد بيرد وجون لاسيتير: "كنّا مقرّبين جداً. جميعنا على الموجة نفسها. نعمل معاً على المشاريع كلّها. ثم، كلّ شيءٍ توقّف". إذاً، كيف سيتعامل مع مغادرة لاسيتير: "مغادرته أشبه بزلزال. جون عبقريّ. صانع ثورة في التحريك، وقائد "بيكسار" إلى القمّة. مغادرته تُنهي مرحلة. أقول هذا من دون حنين. منذ مغادرته، متمكّنون نحن من إحداث نسخة جديدة من "بيكسار"، مع حساسية مختلفة، ومؤلّفين مختلفين".
في متابعات نقدية وصحافية سينمائية متفرّقة، هناك من يعتقد أنّه، كصديقه وزميله لاسيتير، "يتدخّل" في الرسوم المتحرّكة التي تُنتجها "بيكسار". يرفض هذا، قائلاً إنّ مقاربته غير متبدّلة: "أقدّم أفكاري ونصائحي، وإذا أشعل هذا شرارةً في المخرج، يكون الأمر رائعاً. وإلّا.. فلا بأس. في النهاية، فيلمه سيُعرض، لا فيلمي. مهمّتي تقضي بالمساعدة على خلق مشاريعهم، وعلى حلّ مشكلة، والعثور على حلّ عندما يتعطّل أمرٌ معهم. لا أنْ أفرض ذوقي وشخصيتي في كلّ مكان".
أخيراً، يبوح بيت دكْتر بشيءٍ حميميّ: "(لا أزال) أرسم أشياء في دفاتري، وأدوّن ملاحظات". فهو يشعر أنّ له عودة، يوماً ما، إلى الإخراج: "أحبّ كثيراً خلق عوالم. لم أقلْ كلمتي الأخيرة بعد".