تَعِدُ تطبيقات النوم مستخدميها بالحصول على ساعات إضافية من النوم، لكن هل تقوم هذه التطبيقات بمهمتها فعلياً؟ قد يكون الجواب عن هذا السؤال معقداً، لكنّ القاسم المشترك بين أغلب هذه التطبيقات هو بثها طاقة إيجابية تساعد الفرد على الاسترخاء، ما يسهّل بالتالي إمكانية نومه. لكن رغم هذه الطاقة، لاحظت مجموعة من الأطباء المتخصصين باضطرابات النوم، ظهور اضطراب جديد يحمل اسم orthosomnia (النوم الصحيح)، تسببت به تكنولوجيا ضبط النوم.
هل تطبيقات النوم دقيقة؟
أفاد هؤلاء الأطباء أنّ بعض مرضاهم، الذين بدأوا في البداية في استخدام أجهزة تتبع النوم الخاصة بهم للنوم بشكل أفضل أصبحوا مشغولين بشكل مفرط ببحثهم عن "نوم جيد" وفق معايير التطبيقات التي يستخدمونها. كما أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على ما تخبرهم به تطبيقاتهم، ويرفضون تقييمات الأطباء وحتى شعورهم الذاتي بالراحة عندما لا تتوافق مع ما يرونه على هواتفهم.
ويرى الأطباء الذين نشروا ما توصلوا إليه في مجلة سايكولوجي توداي، أن أسوأ ما يمكن للإنسان القيام به هو الإصرار على محاولة النوم عندما يعاني من الأرق، لذلك فإن هذه التطبيقات تحاول غصب المستخدم على إغماض عينيه والنوم رغم أنّ جسده لا يكون في وضع مستعد لذلك.
بشر مختلفون... حاجات نوم مختلفة
وفي المقال العلمي نفسه يشرح المشاركون في البحث أنه حتى لو استطاع العلم تحديد مدة النوم الضرورية وطريقة استقراره وتفكيك بنيته بشكل موثوق، فإنّ كلّ فرد يختلف عن الآخر في احتياجاته وفي طريقة تعامل جسده وذهنه مع النوم. بعض الناس ينامون لفترة قصيرة، بينما البعض الآخر يحتاج ليلة طويلة من النوم. البعض يسهر والبعض يستيقظ باكراً، ينام البعض أكثر من مرة في دورة النهار والليل، والبعض يستيقظ كثيراً من دون مشاكل، بينما لا يستطيع البعض الآخر العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ.
وتقول الباحثة في مختبر الفلسفة العصبية في جامعة ماكجيل إليزافيتا سولومونوفا في المقال، إنّ إحدى المشكلات الرئيسية في تطبيقات النوم تتمثل في أن ما يعتبر نوماً جيداً هو ذاك المتواصل لمدة 8 ساعات مع أقل عدد ممكن من الاستيقاظ "لكنّ العديد من الأشخاص إمّا لا يستطيعون الوصول إلى هذه المثالية أو لديهم احتياجات وممارسات نوم مختلفة تماماً... البشر مرنون وقادرون على ضبط النوم في ظل الضغوط المختلفة. نحن نتكيف مع المناطق الزمنية المتغيرة، والالتزامات الاجتماعية التي تتطلب منا الاستيقاظ مبكراً، واحتياجات الأطفال الصغار، وشركاء السرير. والبشر قادرون على النوم بعدة طرق مختلفة: بمفردهم، مع الشركاء، مع الحيوانات الأليفة، مع الأطفال، مع عائلات بأكملها، في الأسرة، في الخارج، خلال النهار، في الأماكن العامة، لمدة 8 ساعات، أو لمدة 20 دقيقة".