اعتذرت دار نشر هولندية عن كتاب احتل عناوين الصحف حول العالم الشهر الماضي، بعدما حدد هوية الرجل الذي كشف عن مكان اختباء كاتبة المذكرات آن فرانك وعائلتها للنازيين.
وكان الكتاب الصادر عن دار "أمبو أنثوس"، للكاتبة الكندية روزماري ساليفان، زعم أن كاتباً بالعدل يهودياً هو من كشف عن مخبأ آن فرانك التي كانت في الـ15 من العمر، في أغسطس/آب عام 1944.
وكانت آن فرانك وشقيقتها توفيتا في معسكر اعتقال نازي عام 1945، لكن مذكراتها أصبحت واحدة من أكثر الروايات المؤلمة عن الهولوكوست، وبيعت منها نحو 30 مليون نسخة.
وأعلنت دار نشر "أمبو أنثوس"، الإثنين، أنها قررت تعليق طباعة المزيد من نسخ الكتاب الذي يحمل عنوان "خيانة آن فرانك"، إلى حين إجراء المزيد من التحقيقات حول الادعاءات التي يذكرها.
يستند كتاب "خيانة آن فرانك" إلى ست سنوات من البحث تولاه المحقق المتقاعد من "مكتب التحقيقات الفيدرالي" الأميركي فينس بانكوك. ونشر في 16 يناير/كانون الثاني الماضي، وأثار ضجة حينها.
لكن في غضون 24 ساعة من نشره، أثار مؤرخون وباحثون الشكوك حول النظرية الأساسية في الكتاب التي تزعم أن أرنولد فان دير بيرغ كشف للنازيين عن مكان اختباء فرانك وعائلتها في أمستردام، في محاولة لإنقاذ أسرته، عام 1944.
وشكك الناقدون تحديداً بالأدلة التي يستعرضها الكتاب، إذ أشار إلى أن أرنولد فان دير بيرغ كان عضواً مؤسساً في المجلس اليهودي، وهي هيئة إدارية أجبر النازيون اليهود على إنشائها لتنظيم عمليات الترحيل من هولندا، وبالتالي كان يمكنه معرفة أماكن اختباء اليهود.
لم يحظَ اسم فان دير بيرغ الذي توفي عام 1950 بسرطان الحنجرة باهتمام كبير سابقاً. لكنه صعد إلى رأس قائمة تضم أربعة مشتبه فيهم خلال تحقيق بانكوك الذي استخدم تقنيات حديثة، بينها الخوارزميات، للعثور على روابط جديدة من المعلومات، ووظّف خبراء في مجالات مختلفة. وأشار الكتاب إلى أنه كشف عن مكان الاختباء لإنقاذ نفسه وأطفاله من الترحيل.