وجدت دراسة جديدة أن الديناصورات آكلة الأعشاب وصلت إلى النصف الشمالي من الأرض بعد آكلة اللحوم بملايين السنين، ورجحت أن السبب تغير المناخ.
وقد أظهرت طريقة جديدة لحساب عمر أحافير الديناصورات التي عثر عليها في غرينلاند أنّ آكلة الأعشاب، المسماة sauropodomorphs، يبلغ عمرها نحو 215 مليون عام، بدلاً من 228 مليون كما كان يُعتقد سابقاً، وفقاً لدراسة نُشرت يوم الاثنين في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences.
والاكتشاف الجديد يغير ما كان يعتقده العلماء بشأن هجرة الديناصورات.
الديناصورات الأولى تطورت أولاً في ما يعرف الآن بأميركا الجنوبية، منذ نحو 230 مليون سنة أو أكثر، ثم تجولت شمالاً وفي أنحاء العالم كافة. وتشير الدراسة الجديدة إلى أنه لا يمكن الديناصورات كلها الهجرة في الوقت نفسه.
وقال المشرف على الدراسة، دينيس كِنت، من "جامعة كولومبيا"، إنّ "الديناصورات آكلة الأعشاب احتاجت وقتاً أكثر للوصول إلى نصف الكرة الأرضية الشمالي"، متسائلاً: "ما أخّرها إلى هذه الدرجة؟".
واكتشف كِنت ما حدث ــ على الأرجح ــ عبر ملاحظة الغلاف الجوي والمناخ في ذلك الوقت. خلال العصر الترياسي، قبل 230 مليون سنة، كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون أعلى بعشر مرات مما هي عليه الآن. وقال كِنت إنه كان عالماً أكثر سخونة حيث لا طبقات جليدية عند القطبين وحزمتين من الصحارى في شمال خط الاستواء وجنوبه.
وأوضح أنّ المناخ في تلك المناطق كان شديد الجفاف، لدرجة أنه لم يكن هناك ما يكفي من النباتات لنجاة الديناصورات آكلة الأعشاب من الرحلة، ولكن كان هناك ما يكفي من الحشرات التي يمكن أن تأكلها آكلة اللحوم.
لكن بعد ذلك بنحو 215 مليون عاماً، انخفضت مستويات ثاني أكسيد الكربون لفترة وجيزة إلى النصف، ما سمح بوجود نوع من الحياة النباتية في الصحارى، ومكّن الديناصورات آكلة الأعشاب من الهجرة.
غير أنّ هناك عيباً واحداً محتملاً في الدراسة، وفقاً لخبير الديناصورات في "جامعة شيكاغو"، بول سيرينو الذي قال لوكالة "أسوشييتد برس": "عدم العثور على أحافير ديناصورات آكلة أعشاب يزيد عمرها على 215 مليون سنة في نصف الكرة الشمالي لا يعني عدم وصولها إلى هناك، فقد يعني أنّ الحفريات لم تنجُ".