قرّرت شبكة "فوكس نيوز" اليمينية الأميركية اتخاذ خطوات لدرء المنافسة الجديدة القادمة من قناة "نيوزماكس"، في مشهد إعلامي ينمو ويهدد سيطرتها. فقد تم إخبار المنتجين في بعض برامج "فوكس" بمراقبة ضيوف "نيوزماكس" وتشجيع الضيوف الذين يظهرون على القناتين على التوقف عن قبول دعوات الشبكة الفتية، بحسب "سي أن أن" التي نقلت أيضاً عن متحدث باسم "فوكس" أنه لا توجد توجيهات بشأن حجوزات الضيوف.
لكن "سي أن أن" نقلت كذلك عن مصادر من "فوكس" لم تسمها، أنه طُلب من المنتجين تجنب بعض الضيوف الدائمين إذا استمروا في الظهور على "نيوزماكس" بعد طلب التوقف عن الظهور فيها. وهدف الإدارة من ذلك تذكير الضيوف بـ"من هو الرائد في عالم الإعلام اليميني". وما زالت "فوكس نيوز" رائدة في الإعلام اليميني، إذ يبلغ جمهورها خمسة أضعاف جمهور "نيوزماكس"، وهي أيضاً القناة الأكثر مشاهدة بين الشبكات الإخباريّة الأميركيّة.
وعندما سُئل عن سباق حجز الضيوف، قال الرئيس التنفيذي لشركة "نيوزماكس"، كريس رودي، إن "فوكس" ترتكب "انتهاكاً مضاداً للمنافسة" من خلال محاولة منع الضيوف. استهزأ اثنان من مصادر "سي أن أن" في "فوكس" بهذا الاقتراح. قال أحدهم "مرحباً بكم في بطولات الدوري الكبرى".
ضغط "فوكس"
لكن من الواضح أن "فوكس" تشعر بضغط من اليمين لم يحدث من قبل. إذ نقلت "سي أن أن" عن عدد من العاملين أن مذيعي ومنتجي "فوكس" قلقون بشأن سباق ترتيب البرامج والشبكات. وقال الموظفون أيضاً إن الديناميكية التنافسية لها تأثير على بعض خيارات برمجة "فوكس".
وكان متوسط مشاهدي "نيوزماكس" 34 ألفاً فقط، لكن أحد الأسباب الواضحة في قفزة المشاهدة هو توقع "فوكس" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيخسر ولاية أريزونا، مما يصعّب بشكل كبير إعادة انتخابه، وهو ما حصل فعلاً، إذ فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن فيها. في المقابل، انتقدت "نيوزماكس" منافستها "فوكس" وأعطت المشاهدين أملاً كاذباً بشأن فرص ترامب.
استمر هذا التكتيك عندما أعلنت "فوكس" وجميع الشبكات الرئيسية الأخرى فوز بايدن، لكن أصرت "نيوزماكس" على أن السباق لم ينته، وأن الشبكات الرئيسية كانت تتصرف بطريقة غير مسؤولة، وهو نفس خطّ ترامب الذي يستمرّ حتى اليوم بنشر مزاعم مضلّلة حول "عدم خسارته" الانتخابات، بالرغم من أنّ الإحصاءات والأصوات تؤكد هذه الحقيقة.
توافد جزء من جمهور "فوكس" على موقع "نيوزماكس" لمتابعة برامج تتحدث عن مزاعم تزوير الانتخابات. وتقول "سي أن أن" إن مصادرها في "فوكس" سخرت من "نيوزماكس"، ووصفتها بأنها "يمينية متطرفة" و"هامشية"، لكن كان هناك تحول ملحوظ في الطريقة التي يتحدثون بها عنها. إذ صاروا يولون اهتماماً وثيقاً لقوائم التقييمات اليومية التي تعرض أداء "نيوزماكس" بجانب "فوكس نيوز" و"فوكس بيزنس" وقنوات أخرى.
وبحسب "سي أن أن"، يعود سبب تآكل جمهور "فوكس" إلى الإرهاق المتوقع بعد الانتخابات. سقطت "فوكس" أيضاً في حالة ركود بعد خسارة ميت رومني أمام باراك أوباما عام 2012. وإذا كرّر التاريخ نفسه، فسوف يعود الجمهور إلى "فوكس" تدريجياً، على حد تعبير أحد المسؤولين التنفيذيين في "فوكس"، الذي أشار إلى أن الشبكة لا تزال مهيمنة بين المشاهدين المحافظين.
الإعلام اليميني الأميركي
ليست "نيوزماكس" إلا واحدة من منافسي "فوكس". لم يتم تصنيف "وان أميركا نيوز" من قبل مؤسسة قياس المشاهدات "نيلسون"، وهو عادة ما يشير إلى أن القناة صغيرة جداً، لكن مالكي القناة يقولون إن مقاييسهم الداخلية تظهر مكاسب كبيرة بعد الانتخابات.
وارتفعت عمليات البحث على "غوغل" عن كل من "نيوزماكس" و"وان أميركا نيوز" بعد يوم الانتخابات. وصرّح رئيس "وان أميركا نيوز نتوورك"، تشارلز هيرينغ، الأسبوع الماضي، أن "موجة ضخمة من مشاهدي "فوكس نيوز" السابقين تخلوا عن "فوكس" ووجدوا ضالتهم في "وان أميركا نيوز". وقال إن بعض مشاهدي "فوكس" السابقين "يعتقدون أن أصواتاً يسارية مؤيدة جديدة قد اخترقت الشبكة".
وتشمل المنصات اليمينية الأخرى خدمتين للبث المباشر هما BlazeTV وThe First TV، ومن أبرز ما بُنيت عليه هذه المنافسة هي أن هذه المؤسسات توظف مواهب "فوكس" السابقة.