تونس: القبض على صحافيين وتقنيين بشبهة الاعتداء على أمن الدولة

11 سبتمبر 2021
شكاوى من "سحل إلكتروني" على "فيسبوك" (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -

أعلن الناطق الرسمي باسم محاكم محافظة سوسة علي عبد المولى، مساء أمس الجمعة، أن النيابة العمومية التونسية أذنت بإلقاء القبض على ستة أشخاص، من بينهم صحافيون، على خلفية شبهة الاعتداء على أمن الدولة الداخلي وتلقي أموال مشبوهة من الخارج.

وأضاف عبد المولى أن القوات الأمنية انتقلت إلى مقر شركة فى منطقة القلعة الكبرى في محافظة سوسة، من دون تحديد اسمها، وحجزت 23 وحدة مركزية للخدمات الإعلامية، واستنطقت العاملين فى المؤسسة، وقررت منعهم من السفر واحتجازهم إلى حين استكمال التحقيق. كما أصدرت النيابة العمومية بطاقة جلب فى حق صاحب الشركة وزوجته وشخص ثالث الموجودين في الخارج.

إعلان النيابة العمومية لم يقدم توضيحات إضافية عما حصل، ومن هو الطرف الخارجي المتهم بتمويل هذه الشركة، لكن مصادر ذكرت أن الأمر يتعلق بشركة إنتاج إعلامي، بدأ نشاطها منذ يوليو/تموز 2019، وهي معروفة بإدارتها عدداً من الصفحات على موقع "فيسبوك" لصالح أطراف سياسية تونسية، في فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي شهدتها تونس نهاية عام 2019.

وكتب المدير التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين الفاهم بوكدوس أن "عشرات الصفحات التي تُتهم الشركة المذكورة بإدارتها عملت لأشهر عديدة على تعفين الأجواء العامة واستهداف المخالفين لمنظومة الحكم، غير أن استيفاء معلوماتها، والشخصية منها بالخصوص، من أجهزة الدولة يعني أولياً إننا إزاء تشكيل وفاقي يستهدف الأشخاص والمؤسسات، بما يعني أن إمكانيات حصر التحقيق في عدد من الموظفين سيمكن الأطراف الرئيسية في عدد من أجهزة الدولة من الإفلات من العقاب، ويفتح الباب واسعاً لإعادة إنتاج الممارسات نفسها ومواصلة عقلية المليشيات الإلكترونية، ولكن لصالح أطراف ولوبيات أخرى، وهو الأخطر في الموضوع".

وأضاف أن "رقابة وسائل الإعلام والرأي العام على التحقيق في قضيةInstallingo  أكثر من ضروري، حتى لا تخفي شجرة شركة الإنتاج المذكورة غابة استعمال الأجهزة واللوبيات والإمكانيات المالية واللوجستية لتشكيل عصابات إلكترونية تستهدف المعارضين والمنتقدين والمخالفين في الرأي، وهو ما حذر منه بيان لعدد من الهياكل المهنية والمنظمات الحقوقية منذ أيام، وحّمل رئيس الجمهورية مسؤولية التصدي لها، وهو الممسك بكل السلطات في مرحلة الإجراءات الاستثنائية".

من جهة ثانية، طالب صحافيون بتوضيح تفاصيل القضية، كي لا يزج بالعاملين في المهنة في أتون خلافات بين أطراف سياسية، فكتب الإعلامي سرحان الشيخاوي: "خطوة إيجابية، إن ثبتت التهم الموجهة لمن تم اعتقالهم. شخصياً، دعوت وزارة الداخلية أكثر من مرة لتفكيك شبكات سحل الناس على مواقع التواصل الاجتماعي. أرجو أن يتم تفكيك الشبكات التي قامت أخيراً بسب وشتم وجلد الصحافيين الذين يخالفون رأي الرئيس، وعدد من السياسيين الذين تم تشويههم وهتك أعراضهم، وألا تقتصر العملية على من هاجموا الرئيس فقط".

يذكر أن تونس تشهد منذ سنوات عمليات سب وشتم وتشويه للخصوم السياسيين عبر صفحات على "فيسبوك" تدين بالولاء لأطراف سياسية، وهو ما دفع منظمات تونسية، ومنها النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين وجمعية مديري الصحف، إلى إصدار بيان بداية هذا الأسبوع، طالبت فيه الرئيس التونسي قيس سعيّد بالتحرك لحماية الصحافيين والفاعلين الثقافيين والفكريين من "ممارسات المليشيات الإلكترونية التي تمارس عليهم السحل الإلكتروني".

 

دلالات
المساهمون