قبل أيام أصدرت نانسي عجرم أغنيتها "تيجي ننبسط" (من ألحان عزيز الشافعي، وكلمات تامر حسين) وصورتها على طريقة الفيديو كليب، في مشاهد تتماشى مع موسم الصيف، وموجة الحر الخانقة في العالم العربي.
العمل الغنائي يحمل هوية مصرية خالصة، إن لجهة الكلمات، أو حتى التوزيع (طارق مدكور) والتنفيذ الموسيقي، بينما ينطبع الفيديو كليب الذي صُوّر تحت إدارة المخرجة ليلى كنعان، بهوية لبنانية ميّزت تعاون كنعان وعجرم طوال سنوات.
تعاون كنعان ــ عجرم عرف كيف ينجح ببساطته، وبالألوان و"الفرفشة" التي غالباً ما تميّز أغاني عجرم. وأثمر هذا التعاون سلسلة فيديو كليبات، بدأت بالفيديو الخاص بأغاني الأطفال، بواقع 3 أغانٍ (بقوسة، وسطوحي، ويا بنات) في شريط مصور واحد. وقتها نال الفيديو نجاحاً كبيراً، وبدأت رحلة متميزة لكنعان في عالم الفيديو كليب.
تعتمد كنعان دائماً على الألوان المبهرة، وتعمل جاهدة على خروج الكليب بصور مختلفة عن زملائها في هذا المجال: ألوانها قوية، تكرس مشهدية الحب والبساطة في آن واحد، وتتناغم مع العمل الموسيقي بشكل لافت، خصوصاً لو كان العمل متخماً بايقاعات وتوزيع يستحق سيناريو حماسي.
في فستان واحد، لعبت نانسي عجرم دورها، تمايلت مع الحبيب المفترض في مسبح يعجّ بمرتاديه، اجتمعوا ليصفقوا لقصة حب متناغمة في المشهد، لا صعوبات في تصوير وسيناريوهات ليلى كنعان. على العكس، يحتل المسبح الأمكنة الأخرى، بحسب مساحته والزوايا التي تشهد على قصة الثنائي البطل.
صدحت عجرم بصوتها بكلمات بدت للوهلة أولى غير مفهومة "اتكربست" أو "نفتكس"، لكن الجمهور اعتمدها بعدما دخل البعض حقل التفسيرات الخاص بالكلام الشعبي المصري، والمتداول في يوميات المصريين، وهو ما لا يبدو مستغرباً على عجرم التي خلقت علاقة خاصة جداً مع الشعب المصري، منذ "أخاصمك آه" و "آه ونص" التي جعلتها نجمة أولى في القاهرة.
وهي علاقة لم تتردّد المغنية اللبنانية يوماً في التعبير عن أهميتها في مسيرتها الغنائية، إذ غالباً ما عبّرت عن علاقتها الخاصة بالقاهرة في مختلف مقابلاتها. كذلك إنّ اعتماد كلمات شعبية مصرية، يعتبر في السنوات الأخيرة عاملاً من عوامل نجاح الأغنية العربية المغناة باللهجة المصرية، بعد الانتشار الكبير لأغاني المهرجانات والراب التي تقوم أساساً على كلام الشارع.
تدرك نانسي عجرم مرة أخرى الأجواء والمؤثرات الخاصة بسوق الإصدارات، وتعمل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات البث على الترويج لأعمالها الخاصة، متسلحة بجماهيرية كبيرة، تزداد عاماً بعد عام. جماهيرية أسست لكل هذه المشاركات في المهرجانات العربية وحتى الأوروبية هذا الصيف، لتبقى واحدة من نجمات الصف الأمامي، وسط منافسة شديدة مع مغنيات جيلها.
مهمة تبدو صعبة، لكنها لن تصعب على إدارة أعمالها التي بددت كل الصعاب طوال هذه الفترة. إدارة هي الأخرى تتسلح برعاية تجارية آمنة مع شركات الإعلان التي تختار عجرم كوجه دعائي لها، ليس آخرها شركة المجوهرات العالمية "تيفاني أند كو" الراعية لكليب "تيجي ننبسط".