استمع إلى الملخص
- الاحتجاجات والتضامن: تزامن حفل الجائزة مع احتجاجات خارج متحف تيت بريطانيا، حيث تجمع أكثر من 150 شخصاً لدعم القضية الفلسطينية. أعربت جاسلين كور عن تضامنها مع المتظاهرين ودعت لدمج التعبير السياسي في المعارض الفنية.
- الرسالة المفتوحة: نُشرت رسالة موقعة من أكثر من 1200 فنان تطالب متحف تيت بقطع علاقاته مع المؤسسات المرتبطة بإسرائيل. استقالت كانديدا غيرتلر من مناصبها التطوعية، وأكدت حملة "سحب الاستثمارات" استمرارها.
جائزة تيرنر هي واحدة من أبرز الجوائز المخصصة للفنون المعاصرة في بريطانيا، إذ تلفت الأنظار، منذ انطلاقها في الثمانينيات، إلى العديد من الأسماء البارزة في عالم الفن. تبلغ قيمة الجائزة 25 ألف جنيه إسترليني للفائز، بينما يحصل كل من المتسابقين الثلاثة الآخرين على عشرة آلاف جنيه إسترليني. لا تقتصر أهمية الجائزة على قيمتها المادية فحسب، بل تمتد إلى مكانتها الأدبية وقدرتها على فتح أبواب العرض للفائزين في كبرى المؤسسات الفنية في أوروبا والولايات المتحدة. هذا العام، حصدت الجائزة الفنانة الاسكتلندية ذات الأصول الهندية جاسلين كور (Jasleen Kaur)، في حفل أقيم في متحف تيت بريطانيا (Tate Britain).
لم يكن حفل جائزة تيرنر هذا العام ككل الأعوام السابقة، فخلال الإعلان عن الجائزة، تجمع خارج المتحف أكثر من 150 عاملاً في المجال الفني ومناصراً للقضية الفلسطينية للاحتجاج على علاقات المتحف مع جهات مرتبطة بالمصالح العسكرية الإسرائيلية. تزامناً مع الاحتجاجات في الخارج، أعربت جاسلين كور (1986)، عن تضامنها مع المتظاهرين، وأكدت دعمها للقضية الفلسطينية خلال خطابها في الحفل.
في كلمتها أمام الحاضرين، دعت كور إلى إزالة الفصل بين التعبير السياسي داخل المعارض الفنية والممارسات السياسية على أرض الواقع، قائلة: "إذا كنتم تريدوننا داخل هذه المؤسسات، فعليكم أن تستمعوا إلينا ونحن في الخارج.. وقف إطلاق النار الآن، حظر الأسلحة الآن، الحرية لفلسطين". ظهرت كور وهي ترتدي ألوان العلم الفلسطيني ووشاحاً يحمل كلمة DIVEST (سحب الاستثمارات)، بينما ارتدى زملاؤها الكوفية الفلسطينية. أبرزت كلمات كور رفضها للفصل بين دور الفن باعتباره أداة للتعبير عن العدالة ودوره في الحياة اليومية. وقد تداول المتابعون خطاب كور عبر الإنترنت، ووصفته لينسي يونغ، منسقة جائزة تيرنر السابقة، بأنه خطاب "رائع".
خارج المتحف، شاركت أكثر من سبع مجموعات ناشطة في تنظيم الاحتجاج، من بينها مجموعة "العاملون في الفن والثقافة"، ونقابة عمال الفن في إنكلترا، وغولدسميثز من أجل فلسطين، وحركة سحب الاستثمارات Strike Outset، وطلاب من أجل العدالة لفلسطين. كان المطلب الرئيسي للمشاركين هو أن يقطع متحف تيت علاقاته مع المؤسسات والشركات المتورطة في دعم الاحتلال الإسرائيلي أو تبييض صورته من خلال الفن، مثل بنك باركليز، وشركة هيوليت باكارد، وصندوق "آوتسيت" للفن المعاصر، ومؤسستي زابلودوفيتش تراست، وزابلودوفيتش لدعم المشاريع الفنية. قُرئ خلال الاحتجاج بيان لجان نقابية تابعة لمتحف تيت، طالب المؤسسة بالاستجابة لمطالبهم، وذكّر بالإجراءات التي اتخذها المتحف بعد غزو أوكرانيا عندما قطع علاقاته مع أفراد مرتبطين بالحكومة الروسية.
تضمنت الفعالية عرضاً فنياً مميزاً من بينالي غزة، وهو معرض متنقل يضم أعمالاً لـ60 فناناً من غزة. عُرضت مختارات من هذه الأعمال على جدران متحف تيت، ما أعطى للحضور فرصة للتفاعل مع إبداع الفنانين الفلسطينيين الذين يواصلون ممارسة فنهم في ظل هذه الظروف القاسية.
في المقابل، نظمت مجموعة صغيرة مؤيدة لإسرائيل مؤلفة من حوالي 25 شخصاً مظاهرة مضادة، رفعوا خلالها الأعلام الإسرائيلية ولافتات مثل: "لا تدعوا حماس تختطف ثقافتنا"، إلى جانب لافتة كبيرة تقول: "أوقفوا الأكاذيب: لا توجد إبادة جماعية في غزة". كما قاموا أيضاً بتشغيل أغان صاخبة للتشويش على أصوات المؤيدين لفلسطين، غير أن المجموعة تفرقت بعد فترة وجيزة.
تأتي هذه الاحتجاجات في سياق تصاعد الرفض داخل الأوساط الفنية والثقافية في بريطانيا تجاه السياسات الإسرائيلية التي وصفها تقرير للأمم المتحدة بأنها تتوافق مع تعريف الإبادة الجماعية. كما تأتي أيضاً في أعقاب مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، اللذين تتهمهما بارتكاب جرائم حرب.
تزامن هذا الاحتجاج مع نشر رسالة مفتوحة موقعة من أكثر من 1200 فنان وعامل ثقافي، بمن فيهم مرشحو جائزة تيرنر لعام 2024 والفائزة جاسلين كور. طالبت الرسالة متحف تيت بقطع علاقاته مع عدد من المؤسسات المرتبطة بدولة الاحتلال، مثل مؤسسة آوتسيت (Outset) ومؤسسة زابلودوفيتش تراست، ودعت إلى اتخاذ موقف واضح ضد الإبادة الجماعية والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في فلسطين ولبنان. ضمت الرسالة أسماء بارزة في عالم الفنون المُعاصرة، مثل كلوديت جونسون وجاسلين كور واللبناني لورانس أبو حمدان والفنانة الفلسطينية جمانة مناع.
أشارت الرسالة إلى أن بوغو زابلودوفيتش، المؤسس المشارك لمؤسسة زابلودوفيتش كوليكشن، يشغل منصب المدير التنفيذي لشركة تاماريس غروب (Tamares Group)، التي وفرت بنية تحتية للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية. كما أشارت الرسالة أيضاً إلى شركة الألماس الإسرائيلية ليفايف (Leviev)، المتهمة بانتهاكات حقوق الإنسان واستغلال المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية.
في أعقاب الاحتجاجات، أعلنت كانديدا غيرتلر، المؤسسة المشاركة لـ"آوتسيت"، استقالتها من جميع المناصب التطوعية في المؤسسات الفنية بالمملكة المتحدة. ومع ذلك، أكدت حملة "سحب الاستثمارات" أن الحملة ستستمر حتى تغلق "آوتسيت" فرعها الإسرائيلي وتقطع جميع علاقاتها مع الاحتلال.