على بعد أيام قليلة من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يتنافس فيها الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، في 24 إبريل/نيسان الحالي، لا يزال التفاعل مستمراً في عدد من الدول العربية حول عدد الأصوات التي نالها اليمين في الجولة الأولى من الفرنسيين المقيمين هناك.
ولعلّ الجدل الأكثر احتداماً كان في المغرب، إذ شهدت مناطق الجنوب تصويت ربع الفرنسيين المقيمين هناك لصالح اليمين المتطرف الذي يكرر في خطابه تعابير معادية للمهاجرين والمسلمين والعرب، وفق أرقام نشرتها السفارة الفرنسية في المملكة، الإثنين الماضي.
وتداول رواد مواقع التواصل نصاً شبه متطابق يقول "نتائج صادمة جداً تلك التي أفرزتها الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، حيث اتسمت بمفارقة غريبة جداً، كرسها فرنسيو المغرب".
ورأى مدونون ومغردون أنّ هذه الأرقام صادمة وغير مفهومة. في ظل تساؤلات حول سبب تصويت فرنسيين يعيشون في الدول العربية لصالح مرشحين "يعادون الهجرة والأجانب".
وتركزت التعليقات على منطقة الجنوب المغربي، إذ كشفت أرقام نشرتها قنصلية مدينة أكادير التي تغطي جنوب المملكة "أنّ اليمين الفرنسي المتطرف المتمثل في مارين لوبان وإيريك زيمور نال 352 صوتاً، أي 24% من الأصوات المعبر عنها والصحيحة".
الأرقام الرسمية للأصوات الفرنسية في المغرب
تظهر الأرقام الرسمية التي نشرتها السفارة الفرنسية أنّ صنادق الاقتراع، بالرغم من منحها فعلاً ربع أصوات الجنوب لليمين المتطرف، إلا أنّ الفارق الشاسع كان لصالح مرشح اليسار جان لوك ميلانشون والرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، سواء في المناطق التابعة لقنصلية أكادير أو في عموم المغرب.
ومنح صندوق الاقتراع في قنصلية فرنسا في أكادير مارين لوبان 12.6% من الأصوات، ونال إيريك زيمور 11.4% منها، أي ما يعادل 24% (نحو ربع الأصوات).
في المقابل، منح الصندوق نفسه 34.3% لإيمانويل ماكرون و28.3% لجان لوك ميلانشون، أي ما مجموعه 62.6% لهما، وهو فارق كبير على حساب اليمين المتطرف.
وتظهر المزيد من الأرقام أنّ أغلبية الفرنسيين المقيمين في المغرب لم يصوتوا لصالح مرشحَي اليمين بل كانت الأغلبية لصالح مرشح اليسار والرئيس الحالي.
وفي المغرب، أظهر مجموع أرقام مراكز التصويت تقدم جان لوك ميلانشون بنسبة 40.24% من الأصوات، بينما جاء ماكرون في المرتبة الثانية بنسبة 37.87%.
في المقابل، حل اليميني المتطرف إيريك زيمور في المركز الثالث بعد حصوله على 6.67% من الأصوات فقط، بينما حصلت اليمينية المتطرفة مارين لوبان على المركز الرابع بنسبة 4.52% فقط.
يعني هذا أن مرشحي اليمين المتطرف معاً لم يتجاوزا نسبة 11.2% فقط من أصوات فرنسيي المغرب، بفارق كبير لصالح الرئيس الحالي واليسار.