أثار تقرير نشرته قناة 13 الإسرائيلية، يوثق تجوّل مراسلها على جبل عرفات، غضب السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعها إلى نشر اعتذار لم يبدد الأصوات المستنكرة.
كانت القناة الإخبارية 13 قد بثت، الأحد الماضي، تقريراً حول تسلل مراسلها للشؤون الخارجية، جيل تماري، إلى مكة، مع مواطن سعودي، "من دون أن يخبره أنه يهودي". التقرير أدى إلى ردود فعل غاضبة على المحطة الإسرائيلية ومراسلها على منصات التواصل الاجتماعي، مما اضطرها إلى إصدار اعتذار باللغة العربية قالت فيه: "زيارة محرر الشؤون الخارجية لمكة المكرمة لم تأتِ للمساس بمشاعر الأمة الإسلامية والمملكة العربية السعودية".
המסע למכה: שליח חדשות 13 בתיעוד מתוך העיר החשובה ביותר לאיסלאם
— חדשות 13 (@newsisrael13) July 18, 2022
לכתבה המלאה - https://t.co/4bg1Mnsu0K@tamarygil pic.twitter.com/LSAbvq6EGI
وأضافت: "نحن في قناة الأخبار 13 نُعبّر عن اعتذارنا وأسفنا إن شعرَ أحدٌ بالغضب بسبب هذه الزيارة، إنّ الفضول الصحافي هو جوهر العمل الصحافي من أجل الوصول إلى كل الأماكن والتغطية من مصدر أول". وتابعت: "هذه المبادئ كانت على رأس الأولويات في زيارة جيل تماري إلى السعودية، نحن في قناة الأخبار 13 نعتبر أن المعرفة والتعرف على الأماكن المهمة من مصدر أول هي في غاية الأهمية. نحن في قناة الأخبار 13 ندعو إلى التسامح بين الأديان، وإلى معرفة الآخر، وإلى احترام كل الأديان".
زيارة محرر الشؤون الخارجية لمكة المكرمة لن تأتي للمساس بمشاعر الامة الإسلامية والمملكة العربية السعودية.
— חדשות 13 (@newsisrael13) July 19, 2022
نحن في اخبار القناة 13 نعبر عن اعتذارنا واسفنا ان شعر احد بالغضب بسبب هذه الزيارة
ان الفضول الصحفي هو جوهر العمل الصحفي من اجل الوصول الى كل الأماكن والتغطية من مصدر اول>>
وواصل السعوديون هجومهم على القناة الإسرائيلية عبر منصات التواصل الاجتماعي، فكتب عبد الرحمن: "الفضول لا يكون بارتكاب الجرائم ومخالفة الأنظمة. هل تقتل شخصاً لمجرد الفضول؟ الفضول الصحافي يكون في كشف الحقائق والتشجيع على المحافظة على الأنظمة الأمنية والمجتمعية". ووصف الناشط السعودي عمر عبد العزيز أن ما حدث "وقاحة صريحة وخرق للقوانين السعودية".
عملية الاستفزاز والوقاحة الممنهجة مستمرة، مراسل القناة الـ ١٣ العبرية يدخل لمكة والأراضي المقدسة متجرأ على الدين وفي مخالفة صريحة للقانون ضاربا بعرض الحائط مشاعر المسلمين.
— عمر .. لا لزيادة الانتاج (@oamaz7) July 18, 2022
pic.twitter.com/t8seCl9UyJ
تماري الذي يحمل الجنسية الأميركية اعترف في مستهل تقريره بالتسلل إلى مكة، من دون موافقة السلطات السعودية، إذ قال إن "هذه المدينة مغلقة أمام غير المسلمين، وببساطة لا يمكن الدخول إليها". وأضاف: "كان واضحاً لي أن احتمالاتي بزيارة مكة صفر، لكنني نجحت في العثور على الشخص الصحيح الذي وافق على المخاطرة"، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
وشوّش صوت وصورة الشخص الذي ساعده على التسلل إلى مكة. وقال إنه لم يعترف للمواطن السعودي في أي مرحلة بأنه صحافي إسرائيلي، مضيفاً: "لذلك أنا أوثق ملاحظاتي باللغة الإنكليزية، وتحدثت معه طوال الوقت باللغة الإنكليزية". واعتذر هو أيضاً لاحقاً بعد الغضب الذي أثاره على "تويتر".
Disclaimer: I would like to reiterate that this visit to Mecca was not intended to offend Muslims, or any other person. If anyone takes offense to this video, I deeply apologize. The purpose of this entire endeavor was to showcase the importance of Mecca and the beauty
— גיל תמרי (@tamarygil) July 19, 2022
.... https://t.co/aAxipctRrG
وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها إسرائيليون على مثل هذه الخطوة، إذ تحدثت تقارير سابقة عن جولة لوفد إسرائيلي في الحرم النبوي، وتتوالى تقارير إعلامية إسرائيلية عن تطبيع اقتصادي غير معلن بين الرياض وتل أبيب، عبر وفود من رجال الأعمال الإسرائيليين ممن يحملون جنسية مزدوجة، أميركية وإسرائيلية.
ودان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، مختلف أشكال التطبيع الإعلامي مع الاحتلال الإسرائيلي، ودعا اتحاد الصحافيين العرب لترجمة قراراته الخاصة بتجريم التطبيع على أرض الواقع ومحاسبة كل متورط فيه.
وقال المنتدى، في بيان، إنه يتابع بـ"مرارة وألم شديد تجول مراسل قناة عبرية خلال هذا الأسبوع في أرجاء مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، في سابقة هي الأولى من نوعها".
وعبّر مجدداً عن خيبة الأمل الكبيرة بسماح السلطات السعودية بدخول صحافيين إسرائيليين إلى أراضيها، "لا سيما أن دماء الزميلة شيرين أبو عاقلة والزميلة غفران وراسنة لم تجف بعد، فضلاً عن سجل الاحتلال الإسرائيلي الحافل بالانتهاكات والجرائم بحق فرسان الإعلام الفلسطيني، الأمر الذي يستدعي دعم وإسناد الإعلام الفلسطيني وفرسانه، لا رش الملح على جراح الصحافيين الفلسطينيين بفتح دول عربية أبوابها على مصراعيها أمام الإعلام الإسرائيلي، ومن ذلك افتتاح مقر لقناة إسرائيلية في المغرب أخيراً رغم أن الإعلام الإسرائيلي حافل وطافح بالعنصرية والتحريض على العرب والمسلمين، فضلاً عن الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية".