في محاولات خلق الوعي ورفعه تجاه القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين بسبب الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 73 عاماً، بالتزامن مع الهبّة الحاصلة حالياً والعدوان على غزة، يحضر عدم التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع محتوى الاحتلال كفعل مقاومة.
للاحتلال الإسرائيلي صفحات عبر مواقع التواصل بعدة لغات، وبينها العبرية والإنكليزية والعربية، وهاتان الأخيرتان تلقيان تفاعلاً، ليس فقط من قبل داعميه والمطبّعين معه، بل أيضاً من قبل مستخدمين يناهضون الاحتلال ويغضبون من منشوراته. فالاحتلال، في المعركة الإعلامية التي كان يكسبها ضد الفلسطينيين، وفي سيطرته على روايات وسائل الإعلام وعلى تصرفات وإجراءات مواقع التواصل والمحتوى المسموح والممنوع عبرها، كان يخصص ميزانيات وصفحات للتواصل مع المتحدثين باللغة العربية، لكون أغلبهم يناهضون الاحتلال ويدعمون الفلسطينيين، في محاولةٍ منه لاستمالتهم، كما يفعل باللغات الأخرى.
عدم التفاعل مع محتوى الاحتلا/ل، مقا/ومة! التعليق على محتوى الاحتلال-وإن كان سلبيًا- هو وسيلة لزيادة التفاعل وبالتالي انتشار المحتوى وهذا في صالح البروباغاندا الإىىىر/ائيلية.. "الدعاية السلبية" هي أحد طرق التسويق، فلا تنجروا وراءها..
— #FreePalestine سارة رزيق (@Sarah_RezigS) May 15, 2021
وفي حين أنّ منشورات الاحتلال لا تلقى مصداقيةً في العالم العربي، إذ يعرف المتابعون العرب زيف ادعاءاته، تلقى في الوقت نفسه تفاعلاً هجومياً، بغرض تأكيد المواقف الداعمة لفلسطين والمناهضة له ولأكاذيبه. لكنّ هذا التفاعل "السلبي"، يُحسب تفاعلاً في هذه المنصات، حيث ترتفع أرقام الإقبال على منشورات الاحتلال والضغط على تغريداته وروابطه ومشاهدة مقاطع الفيديو والصور التي ينشرها.
ومنرجع نعيد و نكرر
— ANAS (@anasqoqazeh) May 17, 2021
عدم تفاعلك مع محتوى الإحتلال وصفحاته هو جزء من المقاومة.
وتفاعلك معهم هو كارثة، حتى لو مسبة و مسخرة، لإنه بظل اسمه تفاعل وبدعم الreach والإنتشار للمحتوى افهموووووو
حول ذلك تحديداً، تحضر حملة مناهضة ومقاطعة للاحتلال إلكترونياً، تدعو إلى الوقف الفوري للتفاعل معه، وتركّز على دعم الفلسطينيين ونشر محتواهم وإعادة مشاركته. ويحدد المشاركون في هذه الحملة أسباباً عدة لهذه الدعوات، باعتبارها مقاومة، بينها أنّ الاحتلال بمجرد التفاعل معه يستطيع الحصول على بيانات للمستخدمين المتفاعلين، من التي يتيحونها هم لشركات التواصل.
كذلك فإنّ الاحتلال يدرس هذه التفاعلات بغرض تعديل حملاته الإعلانية الإلكترونية وتحديدها. فمثلاً، حين يجري التفاعل من بلد معين بالمناهضة والغضب، يُعدّ الاحتلال حملات تحاول استقطاب الجمهور الغاضب وغسل وعيه كي يصدّق الأكاذيب الإسرائيلية. ويدرس الاحتلال أيضاً الفئات العمرية التي ليس لديها وعي أو معلومات كافية عنه، بغرض التركيز عليها لبناء أرضية له كي "يتقبّله" المستخدمون، بغرض الوصول إلى التطبيع والاعتراف به لاحقاً.
ويعتبر المشاركون في هذه الحملة أنّ التفاعل الإلكتروني مع الاحتلال قد يعدّ تطبيعاً بشكل أو بآخر. ويرون أنّه في حالة الرغبة في الرد على أكاذيب الاحتلال، يمكن تداول صورة لمنشور والرد عليها، من دون نشر التغريدات والمنشورات الرئيسية، وبالتالي المساهمة في زيادة عدد مشاهديها والمتفاعلين معها.
ويعتبرون أيضاً أنّ المطلوب حالياً دعم الآراء المساندة لفلسطين والفلسطينيين، ورفع صوتها، لأن في هذه الهبّة حملة عالمية تُسمع أصواتهم للمرة الأولى في الغرب، وتدفع مشاهير وإعلاميين ومؤسسات إلى تغيير موقفهم أو الدفاع عن القضية، باعتبارها تطهيراً عرقياً وإبادة جماعية واحتلالاً واستعماراً استيطانياً، وهي كلها تعابير وصور لم تكن منتشرة في الغرب حول الاحتلال قبل اندلاع هذه الانتفاضة.
لا تتفاعلوا مع محتوى الاحتلال 😡 pic.twitter.com/pnB5x5dGTK
— سيدة القطط البورجوازية (@sarrazine80) May 17, 2021
لماذا عليك التوقف فورًا عن التفاعل مع محتوى الاحتلال (حتى لو بالسب والشتم) 👇🏻 pic.twitter.com/WWrxVCO5S4
— Makram Klach (@realMakram) May 16, 2021