أعلن الفنان اللبناني وائل كفوري، الأسبوع الماضي، عن حفل من المتوقّع أن يُقام في مدينة دبي، ليلة استقبال العام الميلادي الجديد، فيما أعلن الفنان صابر الرباعي عن حفلٍ مرتقب يوم "الكريسماس" في مصر. لكن مصادر داخل هيئة المنظمين للحفل الأول قالت إن كل شيء قابل للتغيير فيما يتعلق بهذا الحفل أو غيره، وذلك وفقًا لمستجدات فيروس كورونا. كما تخوّف محبّو الرباعي من الاحتمال نفسه، والأسباب نفسها. فيما يعتبر كثيرون أنّ الاحتفالات مرجّحة الإلغاء، في حال ارتفعت أعداد المصابين بفيروس كورونا في الفترة المقبلة.
شهد عام 2020 انتكاسة كبيرة على صعيد المهرجانات والحفلات الغنائية. في لبنان، لم تكن حفلات نهاية السنة الماضية جيدة على صعيد الجمهور ولم تحقق الأرباح المتوقعة، هذا ما يعترف به متعهد فني لبناني لـ "العربي الجديد"، قائلاً: "إن الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان دفع بالجمهور إلى الهروب من الحفلات وارتفاع أسعار البطاقات"، وتابع: "منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لا حفلات تُقام في بيروت أو في لبنان بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي. وحتى في شهر آذار/ مارس الماضي، تمَّ إلغاء مجموعة من الحفلات بسبب تفشي فيروس كورونا". ويكاد يكون الوضع على صعيد الحفلات في لبنان مشابهاً لما هو عليه في بعض الدول العربية أو الأوروبية. إذْ غابت بشكل نهائي المهرجانات الموسيقية السنوية كقرطاج في تونس وموازين في المغرب. والأمر ينطبق أيضًا على معظم دول الخليج التي تعتمد على مجموعة كبيرة من الحفلات الغنائية العربية في كل المواسم.
وتؤكِّد المعلومات أنَّ خسارة المتعهدين في لبنان جراء إلغاء معظم الحفلات تُقدَّر بنحو 100 مليون دولار، بدءًا من الحفلات العادية التي تقام في الفنادق، إضافة إلى المهرجانات في المحافظات والتي كانت تستقطب مجموعة من فناني الصفّ الأول من لبنانيين وأجانب. إذْ ألغيت فعاليات مهرجان بيت الدين وبعلبك ومهرجانات الأرز وصُور الدولية ومهرجان صيدا. وكذلك ألغي مهرجان بيبلوس ومهرجان مدينة طرابلس، إلى جانب مجموعة من الفعاليات التي كانت تُنظَّم لسنوات في العاصمة بيروت، ومنها مهرجانات بيروت.
أما فيما يتعلق بالمغنين، فإنَّ معظمهم يعتبر أن سنة 2020 هي من أسوأ السنوات التي عرفوها خلال حياتهم الفنية، إذْ لا نشاطات منذ تسعة أشهر. لكن بعضهم كسر الطوق وحاول التعويض متحديًا انتشار كورونا ومتّخذاً إجراءات الوقاية. كما فعلت المغنية اللبنانية نجوى كرم في دبي. وكذلك شارك عاصي الحلاني ومواطنه وائل جسّار ضمن الفعاليات السنوية لمهرجان الموسيقى العربية الذي تنظّمه دار الأوبرا المصرية. أما باقي الفنانين، فحاولوا التعويض من خلال الاستعانة بالمواقع والمنصّات البديلة، في ظل انتكاسة ثانية ضربت سوق الإصدارات أو الألبومات اللبناني في عام 2020 خصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس الماضي. إذْ عملوا على إحياء حفلاتهم على المواقع البديلة كـ"يوتيوب" و"تيك توك"، وذلك لكسب مزيد من الحضور في ظل غياب الحفلات المباشرة مع الناس.
حتى الساعة، لا حفلات مقررة في لبنان خلال موسم الأعياد الميلادية، هذا ما تؤكده معلومات خاصة من قبل المتعهدين اللبنانيين الذين يحاولون اليوم النهوض من جديد أمام مصيبة ارتفاع سعر صرف الدولار، وارتفاع أجور الفنانين. بينما يبحث بعض المنتجين اللبنانيين عن عمل خارج لبنان بسبب الوضع الاقتصادي القائم الذي فرض نفسه.