عانت شركات إنتاج الدراما السورية ولا تزال، وتحديداً بعدما مغادرة الكثير من نجومها بلادهم، بعد الثورة والحرب التي اجتاحت البلاد.
لكن قبل أربع سنوات، بدأت شركات الإنتاج السورية بالعودة تدريجياً إلى الساحة الفنية، والعمل على مجموعة من المسلسلات المحلية التي لاقى بعضها النجاح الكبير، فيما عانت شركات أخرى من عدم بيع إنتاجاتها الى القنوات الفضائية، خاصة أن الأخيرة نفذت إنتاجات سورية خاصة بها، على غرار الشراكة بين مجموعة "إم بي سي" (mbc) وشركات الإنتاج المنفذة لمسلسل "باب الحارة"، والتي دامت أكثر من 9 سنوات.
وعانت شركات إنتاج لبنانية وعربية من سوء السيناريوهات والحكايات لأكثر من عقد في ما يعرف بالدراما المُشتركة التي صارت تحتل مساحة واسعة من العرض في كل موسم رمضاني، وفتحت أبواباً جديدة لهذه الشركات، يتمثل في نقل المسلسلات التركية إلى العربية.
وتعود الشراكات اليوم بين شركة إنتاج سورية (إيبلا لخدمات الانتاج السينمائي والتلفزيوني) وشركة لبنانية (سيدرز آرت برودكشن) التي يملكها صادق الصبّاح، وذلك لتنفيذ مسلسلين لموسم رمضان 2024.
الاتفاق ليس جديداً؛ عام 2019 شاركت شركة إيبلا لخدمات الانتاج السينمائي والتلفزيوني في إنتاج مسلسل "دقيقة صمت" للكاتب سامر رضوان والمخرج الراحل شوقي الماجري. وتبنت "سيدرز آرت برودكشن"، المشاركة في الإنتاج، نجاح المسلسل، بعد تصريح مدوّ لكاتبه سامر رضوان، على هامش تكريمه عن العمل في العاصمة اللبنانية بيروت، هاجم فيه النظام السوري، مؤكداً أن "دقيقة صمت" وجّه رسالة له وفضح فساده.
تصريح رضوان زاد من الإقبال على مشاهدة المسلسل، وخاصة من قبل المعارضين السوريين المقيمين في الخارج. شركتا الإنتاج المذكورتان تبنتا النجاح، بينما تبرأتا من تصريح رضوان في ما يتعلق بتفاصيل القصة وموقفه المعارض للنظام السوري.
هذا التحايل دفع "سيدرز آرت برودكشن" و"إيبلا لخدمات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني" إلى تجديد تعاونهما، من خلال مسلسلين، الأول عنوانه "مال القبان" من كتابة علي وجيه ويامن حجلي، وإخراج سيف الدين سبيعي، وبطولة بسام كوسا. كانت "إيبلا لخدمات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني" بدأت بتصويره لعرضه في موسم رمضان الفائت، لكنها لم تنجح بسبب ضيق الوقت، وتأجل إلى اليوم، لتستأنف قريباً التصوير والانتهاء منه. وسلمت التسويق لشركة الصبّاح عربياً.
والمسلسل الثاني الذي تتعاون فيه الشركتان يحمل عنوان "نظرة حب"، من إخراج رشا شربتجي، وكتابة رافي وهبي، وبطولة اللبنانية كارمن بصيبص والسوري باسل خياط.
هكذا يمكن أن توفر مقولة "سورية تكتب" و"لبنان ينفذ" توأمة جديدة على صعيد شركات الإنتاج، بإمكانها أن تعيد المستوى إلى الأعمال المفترض أنها تراعي شروط الشراكة أو الجمع بين الممثلين اللبنانيين وزملائهم في سورية أو في العالم العربي في مسلسل واحد.
هل تفضي هذه الشراكة إلى تحسن في مستوى الدراما المشتركة؟ هذا سؤال يمكن الإجابة عنه في الموسم المقبل، ففي ظل تبادل عدد كبير من الممثلين السوريين في إنتاجات خاصة لكلتا الشركتين ستكون المنافسة شرسة في رمضان 2024.