من خلال نشره فيديوهات يظهر فيها محدّقًا في كاميرا هاتفه الجوّال على متن سفينة خطفها الحوثيون، أثار الشاب اليمني راشد الحداد ضجّةً على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط لترويجه للقضية الفلسطينية وهجمات الحوثيين على السفن، بل أيضاً لشبهه الكبير بنجم هوليوود تيموثيه شالاميه.
وقال الحداد، البالغ 19 عاماً، لوكالة فرانس برس: "كنتُ أقدّم فيديوهات كوميدية، لكن عندما رأيتُ الأطفال في غزة كيف يعانون قرّرت أن أكون إلى جانب حركة أنصار الله (الحوثيين) وأن أنشر لأجل فلسطين".
وظهر الحداد في مقاطع مصوّرة التقطها بنفسه مع العلم اليمني أو الفلسطيني، على وقع أغانٍ شعبية حماسية أثناء زيارة إلى سفينة "غالاكسي ليدر" التي يحتجزها الحوثيون منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني، لارتباطها برجل أعمال إسرائيلي، في حين يبقى مصير طاقمها مجهولاً. وأضاف: "عندما بدأتُ حساب تيك توك، نشرتُ مقاطع للسفينة التي تم الاستيلاء عليها... وصل خلال أربعة أيام عدد المشاهدين إلى الملايين ووصل عدد متابعي الحساب إلى 40 ألفاً".
@r41r42 حسابي الرسمي والوحيد وبفتح لكم بثوث #راشد_الحداد ♬ الصوت الأصلي - راشد الحداد
واكتسب الشاب الوسيم ذو الشعر المجعّد نوعاً من الشهرة، في وقت تتّجه أنظار العالم إلى الحوثيين الذين تعرقل هجماتهم على السفن حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية.
ومنذ أكثر من شهرين، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران هجمات في البحر الأحمر وبحر العرب على سفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، تضامناً مع قطاع غزة حيث تشن إسرائيل حرب إبادة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ولمحاولة ردعهم، شنّت القوات الأميركية والبريطانية في 12 و22 يناير/ كانون الثاني ضربات مشتركة على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين الحين والآخر ضربات على صواريخ يقول إنها كانت معدّة للإطلاق. وعلى إثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون باستهداف سفن أميركية وبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافاً مشروعة".
وشبّه ناشطون على شبكات التواصل الشاب اليمني بالممثل الفرنسي الأميركي تيموثي شالاميه، حتى أن بعضهم ذهب إلى حدّ إطلاق لقب "تيم-حوثي شالاميه" على الحداد.
وقال: "لم أتأثر بأنهم شبّهوني بهذا الممثل. طبعاً أنا فرحت في طريقة أخرى، لأنني كسبتُ الكثير من الجماهير وصرت أوصل لهم رسالة بأن يكونوا مع فلسطين"، مؤكداً أنه تمكّن من إيصال "رسالة إلى الغرب، لأن هناك الكثير من الأجانب تابعوني".
ويحرص الحداد على التأكيد أنه ليس حوثياً، ويكتب تحت اسمه على حسابه على "تيك توك": "لسنا حوثيين... لكننا مع فلسطين". وأضاف: "وصلتني عروض كثيرة لأقوم بعروض أزياء وإعلانات، لكنّني قررت أن أستفيد من الشهرة من أجل القضية الفلسطينية".
وبينما كان يسير في أحد شوارع صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014، أثناء إجراء "فرانس برس" مقابلة معه، اقترب منه رجل، وصافحه، وطلب التقاط صورة "سيلفي" معه. وقال الحداد: "حظر حسابي على إنستغرام الذي كان يتابعه سبعون ألف شخص، وكذلك حسابي على فيسبوك في اللحظة نفسها، لأنهما مرتبطان ببعضهما". وأضاف: "حظرت 3 حسابات لي على تيك توك، لكنني أنشأت حساباً جديداً، وارتفع عدد المتابعين في 24 ساعة إلى أكثر من 5 آلاف متابع".
وحالياً، بات يتابع حسابه على "تيك توك" أكثر من 31 ألف شخص. وأردف الحداد "لستُ مهتمّاً بأن أكون مشهوراً لأنني وسيم، هناك ما هو أهمّ، والأهم أن تكون قضيتنا الأساس فلسطين".
(فرانس برس، العربي الجديد)