أعلنت نقابة المهن الموسيقية في مصر وفاة الموسيقار جمال سلامة، يوم الجمعة، عن عمر ناهز 76 عاماً، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، وذلك في "مستشفى الهرم".
كان سلامة قد دخل إلى المستشفى قبل أيام قليلة، متأثراً بإصابته بالفيروس.
وقالت وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبد الدايم، في بيان إن "ميدان الإبداع العربي فقد فارساً نبيلاً وعبقرية موسيقية وإحدى الأيقونات الفنية".
ولد سلامة في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1945، ونشأ في كنف عائلة فنية، إذ كان أبوه حافظ أحمد سلامة مؤلفاً موسيقياً، وأخوه ملحناً وعازفاً لآلة الأكورديون في فقرة أم كلثوم، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
درس الموسيقى، وتخصص في آلة البيانو ثم التأليف الموسيقي في "المعهد العالي للموسيقى" (الكونسرفتوار) الذي انضم إلى هيئة التدريس فيه لاحقاً.
أُسندت إليه قيادة "الفرقة القومية للفنون الشعبية"، كما كان عضواً في لجنة الموسيقى في "المجلس الأعلى للثقافة"، وعضواً في اللجنة العليا لـ"مهرجان الموسيقى العربية".
لحن الكثير من موسيقى الأفلام والمسلسلات في فترة الثمانينيات، مثل مسلسل "الحب وأشياء أخرى" (1986) وأفلام "حبيبي دائماً" (1980) و"أفواه وأرانب" (1977) و"حدوتة مصرية" (1982)، و"غاوي مشاكل" (1980)، وغيرها.
وتعاون مع أبرز المغنيات في العالم العربي، فلحن "ساعات ساعات" للفنانة الراحلة صباح، و"احكي يا شهرزاد" لسميرة سعيد التي لحن لها أيضاً "مش حتنازل عنك" و"قال جاني بعد يومين". ولحن أغنية "بيروت ست الدنيا" لماجدة الرومي وغيرها، وهو أيضاً صاحب لحن أغنية "أهلاً بالعيد" لصفاء أبو السعود. وله أغانٍ وطنية شهيرة مثل" مصر اليوم في عيد" التي غنتها الراحلة شادية، و"المصريين أهُما" لياسمين الخيام.
ونعاه نقيب الموسيقيين المصريين، هاني شاكر، مغرداً: "أنعى صديقي وأخي الموسيقار الكبير جمال سلامة الذي وافته المنية، وأدعو الله أن يتغمده برحمته ويدخله فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان".
وكتبت المغنية سميرة سعيد: "قضيت ساعات وأنا أحاول نعي جمال سلامة. لا الكلمات تكفي ولا تعبّر، ولا يمكنني اختصار مشواري الناجح معه ولا الكتابة عن عبقريته الفنية أو ذكرياتي الجميلة الصعب حصرها معه في مجرد جملتين. جمال سلامة... ستظل حاضراً بروحك الجميلة... رحمة الله عليك".
وغردت ماجدة الرومي: "آلَمَني بشدّة رحيل هذا الأخ الحاني ورفيق الدرب الطويل... نعم أبكاني فقدان هذا الغالي الذي تلازمني ألحانه كظلّي، هذا الغائب الحاضر معي في كل المسارح". وأضافت: "كيف أفصل صوتي عن أعماله؟ عن (بيروت ست الدنيا)، عن (سيّدي الرئيس) عن (مع جريدة)، عن (عيناكَ)، عن (حُبُّك)، عن (لوّن معي الأيام). محالٌ، محال أن تنفصل ألحانُه عن صوتي، أو أن تُطوى ذكرياتنا وصدى ضحكاتنا التي كانت، وحكايات عملِنا المُضني على قصائد جميلة ستحملُ إلى الأبد بصمة ألقه وإبداعه".