من أغنية "وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان"، للشاعر اللبناني طلال حيدر، التي غنّتها السيدة فيروز، استوحت الفنانة الفلسطينية المقيمة في كندا، هنادي بدر، عنوان معرضها الشخصي الأحدث، الذي احتضنته قاعة الجليل في متحف محمود درويش في مدينة رام الله مؤخراً.
وقالت بدر في حديث مع "العربي الجديد" إنّ المعرض أخذ اسمه من اللوحة الرئيسية فيه، و"هي اللوحة الأخيرة التي رسمتها من بين لوحات المعرض، ووصلت من كندا إلى فلسطين قبل أيام قليلة على الافتتاح المعرض، وهي تنقل بالرسم حكاية أغنية فيروز".
واعتمدت بدر أكثر من أسلوب في تنفيذ لوحاتها، لتروي الحكاية الفلسطينية من زوايا متعدّدة، فهناك لوحات عن النكبة، وأخرى عن المقاومة بأشكالها المتعددة، وعن انتفاضة الحجارة، وعن المرأة الفلسطينية ونضالاتها، والشهداء، ومعاناة الفلسطينيين في التنقل على المعابر الحدودية، وعن الجيل الصاعد من الفلسطينيين المفعم بالأمل.
ولفتت بدر إلى أن المعرض نتاج أربعة وعشرين عاماً، قضتها ولا تزال مغتربة ما بين الإمارات العربية المتحدة وكندا التي تقيم فيها اليوم، وأن الثيمة الأساسية في هذه اللوحات متعددة المدارس والتقنيّات والأدوات المستخدمة هي "الحنين إلى الوطن".
وأضافت: "اغتربتُ عن الوطن لأكثر من عقدين، وما زلت، لكني أحمله في داخلي أينما حللت... استثمرتُ زيارتي وأسرتي إلى فلسطين لتنظيم هذا المعرض، الذي أنجزت رسوماته خارج البلاد".
وكشفت بدر، في حديثها مع "العربي الجديد"، أنها لم تتمكن من نقل كافة أعمالها التشكيلية، خاصة الحديثة منها، إلى فلسطين من كندا.
واستخدمت الفنانة في العديد من لوحاتها الرمل كخلفية اعتلتها الألوان الزيتية، وأشارت إلى أنّها في لوحاتها الأحدث اتجهت إلى تقنيّات جديدة، ولفتت إلى تأثرها بالفنان الفلسطيني سليمان منصور، صاحب اللوحة الأيقونيّة الشهيرة "جمل المحامل"، والتي عمدت إلى محاكاتها بلوحة من رسمها.
وطعّمت بدر بعض لوحات بعبارات تشرحها قالت إنها من سلسلة مقالات نشرتها بعنوان "مذكرات امرأة كانت هناك"، في صحيفة "البلاد" التي تصدر بالعربية في كندا.
ولم يكن نقل اللوحات إلى فلسطين بالأمر السهل إذ استغرق سنوات، وحالت هذه الصعوبات دون عرض المزيد من اللوحات في المعرض.