أعلن نقيب الصحافيين المصريين، ضياء رشوان، الأربعاء، عن موافقة رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، بعد التشاور مع وزير المالية، محمد معيط، على زيادة قيمة بدل التدريب والتكنولوجيا لأعضاء نقابة الصحافيين بنسبة 19.05%، والإعلان لاحقاً عن موعد صرف البدل بالزيادة الجديدة.
ويتحصل الصحافيون على هذا البدل شهرياً من الحكومة، مراعاةً لتدني رواتبهم في الصحف القومية والحزبية والخاصة على حد سواء.
وبذلك ترتفع قيمة البدل الشهري للصحافيين المصريين من 2520 جنيهاً إلى 3 آلاف جنيه، والممنوح لجميع أعضاء نقابتهم الرسمية في جدولي المشتغلين وتحت التمرين، من دون استثناء أو تمييز بين أنواع ملكية الصحف والمؤسسات التي يعملون بها، بمن فيهم العاملون في المؤسسات الصحافية المملوكة للدولة.
وأعرب رشوان، باسم جموع أعضاء النقابة والعاملين في المؤسسات الصحافية القومية، عن خالص شكره وتقديره لرئيس الوزراء على قراره بشأن زيادة البدل، واستجابة وزير المالية لطلب الزيادة.
وأشار إلى أنه سيطرح على مجلس النقابة اقتراحاً بنسبة زيادة معقولة للأعضاء بجدول المعاشات، والتي تتطلب موافقة المجلس نظراً لتحمل النقابة قرابة 75% من ميزانية المعاشات.
وزيادة بدل الصحافيين في مصر هي "رشوة" انتخابية معتادة، ودائماً ما تقرها الحكومة بالتزامن مع انتخابات التجديد النصفي لمجلس النقابة كل عامين، دعماً للمرشح على منصب النقيب المدعوم من النظام الحاكم، إلا أنها جاءت مبكرة هذه المرة على خلفية تراجع قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية بنحو 20%، وقرار الحكومة تبكير موعد الزيادة السنوية على مرتبات العاملين في الجهاز الإداري للدولة وأصحاب المعاشات لمدة ثلاثة أشهر.
وشهدت مصر ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار جميع السلع الغذائية الأساسية بنسب تصل إلى 50%، بفعل تداعيات الحرب في أوكرانيا والموجة التضخمية العالمية المصاحبة لها، ما دفع الحكومة إلى المضي قدماً في مخطط لبيع أصول مملوكة للدولة من أجل توفير السيولة، وتدبير ما مجموعه 40 مليار دولار على مدى 4 سنوات.
اللافت أن بدل الصحافيين قبل الزيادة كان يعادل 160 دولاراً تقريباً، وقت أن كان الدولار يساوي 15.7 جنيهاً حتى تاريخ 21 مارس/ آذار الماضي، بينما سيعادل نحو 159 دولاراً فقط بعد الزيادة، باعتبار أن سعر الصرف الحالي هو 18.9 جنيهاً للدولار.
وكانت آخر زيادة على بدل الصحافيين بنسبة 20%، وبقيمة تبلغ 420 جنيهاً، حيث ارتفع من 2100 جنيه إلى 2520 جنيهاً قبيل إجراء انتخابات التجديد النصفي لمنصب نقيب الصحافيين، و6 أعضاء في مجلس النقابة، في 2 إبريل/نيسان 2021، في إطار دعم رشوان المحسوب على أجهزة الدولة، والذي يشغل منصب النقيب منذ مارس/ آذار 2019.
ويتولى رشوان، إلى جانب منصب نقيب الصحافيين، رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للرئاسة المصرية منذ يونيو/حزيران 2017، فضلاً عن اختياره مؤخراً منسقاً عاماً لما يُعرف بـ"الحوار الوطني" في مصر، والذي عُقدت جلسته الافتتاحية في مقر "الأكاديمية الوطنية للتدريب" بمدينة الشيخ زايد بالجيزة، أمس الثلاثاء، للإعلان عن استبعاد جماعة "الإخوان المسلمين" المعارضة من الحوار.
يذكر أن رشوان قد أصدر بياناً باسم الصحافيين، أبدى فيه ترحيبه الشديد بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى "الحوار الوطني"، بمشاركة أطياف المجتمع السياسية والنقابية والمدنية، في وقت تنتقل فيه حالة الإعلام والصحافة في البلاد من سيئ إلى أسوأ، في ظل تراجع مصر إلى المرتبة الـ166 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تعده منظمة "مراسلون بلا حدود"، والمرتبة الثالثة في قائمة الدول التي تحتجز أكبر عدد من الصحافيين في السجون.