بشكل مفاجئ، أعلنت الفنانة السورية، سلافة معمار، عن انضمامها إلى مسلسل قصير يجري تصويره في لبنان، ويحمل اسم "عالحد"، وهو العمل الاجتماعي الأول لها في إطار الدراما المشتركة.
سبق وقدمت سلافة معمار في لبنان مسلسل "بنت الشهبندر" الذي حاول استنساخ البيئة الشامية في أحياء لبنانية قديمة، ضمن مزيج سوري لبناني، لم يحقق النجاح المتوقع، رغم وجود أسماء كبيرة في بطولة العمل، مثل الراحل رفيق سبيعي، ووالممثلة سميرة البارودي.
في حين صورت سلافة في لبنان ثلاثة أعمال سورية، وصلت إلى العرض، وهي "قلم حمرة" مع المخرج حاتم علي، وخماسية "امرأة كالقمر"، ضمن الموسم الثالث من مسلسل "أهل الغرام"، بتوقيع المخرج المثنى صبح، وضمن مسلسل "سنعود بعد قليل"، مع المخرج الليث حجو.
انتقلت بعدها للعمل داخل سورية، وتتالى حضورها لعدة سنوات في عدة مسلسلات، جاء أغلبها ضمن دراما البيئة الشامية؛ فكانت "نعمت" في مسلسل "خاتون"، و "وردة" في مسلسل "وردة شامية"، وأخيراً بدور "أم العز" في أول أجزاء سلسلة "حارة القبة".
الجمهور الذي تاق إلى عودة سلافة معمار في الدراما دفعها إلى اتخاذ قرار بدخول معترك الدراما المشتركة، ضمن المسلسل الجديد، من تأليف لانا الجندي ولبنى حداد، ومن إخراج ليال م. راجحة.
يضم فريق العمل مجموعة من الفنانين السوريين واللبنانيين؛ إذ تلتقي معمار لأول مرة في مشوارها التمثيلي بالقديرة صباح الجزائري إلى جانب كل من رودريغ سليمان، وعلي منيمنة، وطارق عبدو، ودجانة عيسى.
ورغم التكتم من قبل شركة "الصباح" المنتجة للعمل على تفاصيل الحكاية، إلا أن "العربي الجديد" علم بوقوع القصة في قالب الدراما النفسية، وهو نوع تحبه معمار وترغب في اللعب بخانته، كونها تتقن الانفعالات الحسية ولغة الجسد بالتعبير عن التوتر والقلق. تجسد الممثلة السورية، في هذا العمل، دور "ليلى" الصيدلانية التي تتفق مع شريكها على إجراء عمليات قتل متسلسلة ضد الأشخاص السيئين في المحيط الذي تعيش من خلاله.
كانت معمار قد أثارت الانتباه خلال الموسم الرمضاني الفائت، بتجسيدها لمشهد درامي صعب ضمن مسلسل "حارة القبة"، إذ خرجت من المنزل تائهة من دون غطاء للرأس، وسارت في طرقات الحارة باختلال في التوازن. مشهد وأداء لاقى إعجاب الجمهور والنقاد.
في حين اعتبر البعض أن إمكانات معمار أكبر من الدور الذي اختارته لخمسة مواسم متتالية، خاصةً أنّ الدور حمل ملامح التعنيف الزوجي من قبل الرجل للمرأة، عبر الضرب والشتم، وحتى الاحتجاز في مكان مقفل، وهذا يتناقض تماماً مع الرسالة الدرامية التي حاولت معمار عرضها عن المرأة، سواء بتمرد "بثينة" في مسلسل "زمن العار" وخروجها عن النظام الأسري التقليدي والكابت للحريات، أو عبر "غريتا" في "تخت شرقي"، حيث لعبت دور الطبيبة العائدة من ألمانيا إلى دمشق بتمرد كبير ورفض للعادات والتقاليد، في ما يخص الزواج والعلاقات الجنسية، وليس ختاماً في دورها المؤثر ضمن "قلم حمرة" بشخصية "ورد"، إذ ناقشت في الحوارات التي قدمتها أسئلة فلسفية عميقة عن الحياة والوجود والموت والغيرة والخيانة والنجاح والحرية، بقلم الكاتبة يم مشهدي.
هذا ما يجعل الجمهور ينتظر من سلافة معمار الكثير، لتقدمه ضمن مسلسل "عالحد"، حتى لا تقع في فخ سبقها إليه نجوم سوريون، وبدو أقل نضجاً وتمكناً في إطار الدراما المشتركة.