يطرح "العربي الجديد" ملفاً نقدياً، ينبثق من الحملة المصرية على السلسلة التلفزيونية "الملكة كليوباترا"، المزمع بدء عرضها على المنصّة الأميركية نتفليكس في 10 مايو/ أيار 2023. ملفٌّ يريد إثارة نقاشٍ مفتوح على مزيد من النقاش، فالتساؤلات المطروحة فيه قابلةٌ لمزيدٍ من حوار، يُفترض به ألّا يقع أسير تشنّجات وطنيّة، وحساسيات قومجية، وغليان انفعالي، وردود فعل سلبية (حملة وقضاء من أجل إغلاق المنصة)، بل أن يُحلِّل ويحاور بهدوء ووعي وانفتاح، فحرية الخيال يجب أنْ تكون مصونة، وإنْ كان الموضوع المُعالج فنياً (سينما، تلفزيون) يتناول شخصية أو مسألة تاريخية.
في المقالات الـ4، المنشورة في الملف، محاولة نقدية تحليلية لسؤال العلاقة بين شكل الشخصية ولون بشرتها، والأداء المطلوب من الممثل والممثلة، وجوهر الاشتغال السينمائي ـ التلفزيوني لمخرج ومنتج، إزاء تاريخٍ، يجهدان في إعادة قراءته فنياً. أما اختيار شخصية المسيح فقط، في مقالة الزميل سعيد المزواري، فمتأتٍّ من أنّها إحدى أكثر الشخصيات التاريخية إثارة لخيال وجدال وحملاتٍ، غالبيتها الساحقة نابعةٌ من المقاربات الدرامية والفنية والجمالية والفكرية والتأمّلية، أكثر بكثير من اهتمامها بشكل الممثل ولون بشرته وعينيه وشعره، ومدى تشابه هذا كلّه، أو عدم تشابهه، مع الشخصية الأصلية.