اعتذرت الممثلة الفائزة بجائزة أوسكار، سوزان ساراندون، لقولها خلال تجمع مناصر للفلسطينيين وسط العدوان على غزة، الشهر الماضي، إنّ اليهود الأميركيين الذين يخشون على سلامتهم الآن، "يتذوقون ما يشعر به المرء عندما يكون مسلماً" في الولايات المتحدة.
كانت سوزان ساراندون قد واجهت انتقادات حادة بسبب تصريحاتها المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، قبل أن تُطرد من UTA (وكالة لإدارة أعمال عاملين وعاملات في هوليوود).
ونشرت ساراندون بياناً عبر حسابها في "إنستغرام" اليوم السبت، أوضحت فيه أنها كانت حينها تحاول التعبير عن قلقها بشأن تزايد جرائم الكراهية. وقالت: "كانت هذه الصياغة خطأً فادحاً، لأنها تشير ضمناً إلى أن اليهود حتى وقت لم يتعرضوا للاضطهاد، في حين أن العكس هو الصحيح".
وأضافت: "كما نعلم جميعاً، من قرون من القمع والإبادة الجماعية في أوروبا، إلى إطلاق النار على شجرة الحياة في بيتسبرغ (في إشارة إلى إطلاق النار على الكنيس الذي أدى إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة 6 آخرين عام 2018)، لطالما كان اليهود على دراية بالتمييز والعنف الديني المستمر حتى يومنا هذا".
وشددت على "ندمها الشديد إزاء التقليل من هذا الواقع وإيذاء الناس" بتصريحاتها التي أدلت بها في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وقالت: "كنت أنوي إظهار التضامن في النضال ضد التعصب بأشكاله كافة، وأنا آسفة لأنني فشلت في القيام بذلك".
وسوزان ساراندون معروفة بمساندتها القضية الفلسطينية، منذ ما قبل العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة، ولطالما ناصرت نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال والاستعمار والتطهير العرقي.
واعتذارها اليوم يعكس حجم الضغوط التي يعانيها العاملون هوليوود. فبسبب التنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، خفضت رتبة مهى الدخيل، الليبية الأصل، في CAA (وكالة أخرى لإدارة أعمال السينمائيين والسينمائيات). واستُبعدت الممثلة المكسيكية مليسا بارّيرا من فيلم Scream VII، للسبب نفسه.
وفي هذا الصدد، وقّع أكثر من 1300 فنان، بينهم الممثلة البريطانية الفائزة بجائزة أوسكار أوليفيا كولمان، رسالة موجهة إلى القطاع الفني والثقافي، تتهم المؤسسات الثقافية في الغرب بـ"قمع وإسكات ووصم الأصوات ووجهات النظر الفلسطينية".
وجاء في الرسالة التي نشرها موقع مجموعة "فنانون من أجل فلسطين في المملكة المتحدة"، الخميس: "من المثير للقلق، وبصراحة مؤشر على ازدواجية المعايير، أن التعبير عن التضامن لا يشمل الفلسطينيين". ونبّه الفنانون الموقعون على الرسالة بأن مثل هذا التناقض يثير تساؤلات جدية حول التحيز في الرد على "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان". وأشاروا إلى أنه "بدلاً من دعم دعواتنا لإنهاء العنف، تقوم العديد من المؤسسات الثقافية في الدول الغربية بقمع وإسكات ووصم الأصوات ووجهات النظر الفلسطينية بشكل منهجي. ويشمل ذلك استهداف وتهديد سبل عيش الفنانين والعاملين في مجال الفنون الذين يعبرون عن تضامنهم مع الفلسطينيين، بالإضافة إلى إلغاء العروض والندوات، وجلسات النقاش والمعارض، وحفلات إطلاق الكتب".
وأكدوا أنه "على الرغم من هذا الضغط، فإن الفنانين بالآلاف يتبعون ضميرهم، ويستمرون في التعبير عن آرائهم". وشددوا على أن حرية التعبير، على النحو المنصوص عليه في قانون حقوق الإنسان والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، "هي العمود الفقري لحياتنا الإبداعية، وأساسية للديمقراطية".
من بين الكتّاب والشعراء الموقعين على الرسالة أسماء شهيرة، مثل ديبورا فرانسيس-وايت، وكاميلا شمسي، ومارينا وارنر، ولارا باوسون، وآبي سبالين، وكاميلا وايتهيل، وديزي لافارج، ومليكة بوكر، وإيميلي بيري.
وحثّت الرسالة المنظمات الفنية على الانضمام إلى الدعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، و"الدفاع عن الفنانين والعمال الذين يعبّرون عن دعمهم للحقوق الفلسطينية".